الثورة – رفاه الدروبي:
“هنائيات” نصوص شعرية وقعتها الشاعرة هناء داوودي لتكون المطبوع الخامس لها وقدَّم إضاءة على الكتاب الدكتوران عبد الله الشاهر وآجاب عبد الهادي والأديب أيمن الحسن في ثقافي أبي رمانة، بحضور مدير المركز عمار بقلة، وجمهور غفير من المثقفين وكتاب وأدباء.
الشاعرة داوودي أشارت إلى أنَّ مطبوعها الجديد عبارة عن ومضات مكثفة حاولت إيصالها للمتلقي بطريقة جميلة لتنقل رسالة ما لافتة بأنَّها عندما يكون مضمون النص المرأة ما يعني فهم ما وراء المعنى رسالة تصل لجمهور القراء.
واستهل الأديب أيمن الحسن حديثه بأنَّ النصوص إطلالة على الحبِّ والوطن وحبَّه سيد الأدلة الشعر ببساطة إنَّه العالم الجميل المحلق عالياً ونستطيع أن نصفه ونتحدث عنه ولكن لتعريف الشعر تعريفاً كاملاً من الصعب الوصول لأمر حاسم فيه لكنَّه شكل جميل فيه شيئ من السحر الحقيقي وتبدأ الشاعرة داوودي ديوانها الخامس من عنوان موفق ولاسيما ظرفة مناسب وخاصة في بلد سوريا عانت من حرب وويلات ترى أما آن الأوان أن نكتب شيئاً جميلاً ومبهجاً وتستشرف مستقبل البلد، لافتاً إلى أنَّ تقول من خلال أي حرب خارج إطار الدفاع عن الوطن والحقوق والكرامة حرب مدانة بالتأكيد لكنَّها اختارت عنواناً أطلقت عليها نصوص فلم تقل ديواناً أو مجموعة شعرية بل تصفها بالهنائيات والظهور بعلاقة نصوص ليس النص أقل قيمة أدبية من القصيدة أو القصة أو الرواية أو المسرحية بل أرقى منها حسب تصنيف النقد الحديث فالنص القصصي يحتوي في داخله إضافة للقصة وتشمل المتن الأساسي شيئاً من الشعر وانزياح الروائي وربّما الحوار المسرحي لذلك النص الشعري يحتوي سرداً قصصياً مبيناً أنَّه لمس شيئاً من السردية الجميلة وحكائبة لطيغة تقارب بين الشعر والحكائية.
وأفاد الدكتور عبد الله الشاهر أنَّه كان يتوقع أن يقرأ للشاعرة نصوصاً شعرية كما عهدها محكوماً بالنظم والقافية ماشكل قفزة في الوعي والإبداع فالشعر لايمكن تأطيره أو قولبته إنَّه وحي عاطفة جالت في نفسه فتحولت إلى لغة منوِّهاً أنَّ المبدع يستطيع إيصال ما بداخله إلى المتلقي عبر لغة مؤثرة تجعلنا نتواصل بعواطفنا ووسيلتنا اللغوية ونلاحظ سيطرة الفعل المضارع لنص يحمل في طياته استشراف منظم مستخدمة لغة موازنة للفعل المزمع تنفيذه فكانت النصوص بلغة جميلة مساوية للحالة ومتعدية في التأثير
بينما تحررت الشاعرة من النظم والتزمت بالقافية وانحازت نصوصها لصالح الفكرة ونجحت في المقاطع الصغيرة، حيث تقترب من الومضة أو التوقيعة وجاءت خاطفة على شكل حلم أو شوق أو دلالة بينما تراجع القصيدة الإيقاعية ويتسيد المجموعة النص الفكرة بموسيقاها الداخلية ويظهر بعد واضح عن السرد.
بدورها الدكتورة آداب عبد الهادي قالت بأنَّ الكتاب الجديد صادر عن دار بعل العام الحالي جاء في ١٠٢ صفحة من القطع المتوسط بغلاف من تصميم الفنان خلدون صقر كان جميلاً صورته واضحة معبرة والغلاف الخلفي اقتبست الكاتبة نصاً جميلاً يقول:
حين تبلغ الهوى عتباً
ستصاب بهشاشة الصبر
تئن بشوق مفاصل العمر
يحبو الوقت على استحياء
ويقصم القلب من فرط الحنين
كما أوضحت الدكتورة عبد الهادي بأنَّ الكاتبة أطلقت عن مجموعتها نصوص وليست شعراً ممكن أن تكون حالة جديدة لها كي تهرب من ورطة الشعر ولديها الكثير يمكن أن تقوله في الكتاب لنصوص حملت في مضمونها حالة عاطفية وجدانية لها علاقة بالحبِّ والفراق واللقاء والخديعة بمقاومة الأنثى وانتصارها وشجاعتها وتحديها بينما مرَّت على الوطن والشهيد مرور الكرام تستريح فيه بطريقة طرح شكل النص واعتمدت على أسلوب العجلة أو طرح حالة جاءت شكلاً ومضموناً، وكان بلا عنوان فرعية ولا مقدمة أو إهداء وهناك بعض النصوص الشعرية والنثرية لديها استعارات رائعة وصور حيث أنشدت لنص تركته بدون عنوان:
لا رصيد في عمري
فمذ أدماتي الفراق
تهبُّ في غيهب الحزن
بددتُ الأحاسيس
هنا وهناك
وها أنا ذا أنوء بخيبتي
خانعة لفجر لايخصني
متوسدة قارعة الصبر
أتوسل بعض الأمنيات
كي أعُيد تشكيل حُلمي
ثم رأت بأنَّ الكتاب يصنف وفق فصول أربع ويقسم حسب الموضوع لكان أفضل من ترك النصوص بشكل حر بدون ترتيب معتبرة الكاتب صاحب الكلمة والمسؤول عن الغلاف والطباعة وكل مافيه لكن ظهرت في كلماتها عاطفة جياشة وصلت للمتلقي وعاشت رومانسية، فكان أسلوبها جميلا رقيقا وعاطفة صادقة وتحمل حالة ليست جميعها نصوصا وإنَّما فيها شيء من النثر وبعص الجمل تصلح بأن تكون رسائل للمحبين.