الملحق الثقافي- سهير زغبور:
تأخذني هذي الروح بعيداً ..
تمسك بجسدي جيداً .. كجسر تعبره آلاف العجلات …
ماذا أذكر منها .. لا أدري إن كنت أستطيع أن أحصي آثارها .. أم أعبّد فوقها ..
على أية حال .. ثمة مايكفي من قرائن لأن أثبت لي أنني مازلت هنا …
أكتب روايتي التي بدأتني كحقبة ..لا كروائية ..
وهذا ما استحوذ على قلبي ..
ألا أشبه إلا ذاتي ..
ذاتي التي تعلمت الحب عن صغر .. كنقش على حجر
(والحجر الذي رفضه البناؤون صار رأساً للزاوية ..)
ذاتي التي تعلمت الصبر .. منذ أول كسر في كتفي الذي كفنه الطبيب بجبيرة حارقة في عز الصيف
ذاتي التي تعلمت الألم .. منذ أبعد رحيل ..
لم يتسن لي فيه أن أرى وجه أمي قبل أوانه
برنين هاتف …
ذاتي التي تعلمت الصلاة .. منذ أعظم خطيئة لثباتي وأنا أسرق الوقت لاتماسك .. فوق أريكة ثنائية ..في انتظار غودو ….
ذاتي التي تعلمت الكرامة منذ أصغر صفعة أسقطت تفاحة خدي تحت قدمي …. وأنا أقف .. كما الحور ….
ذاتي التي تعلمت الصمت .. منذ تلبّسي أسوأ عاداتي حين تعلمت الثرثرة ..لاتلهى عن خيالاتي المخيفة عن الغد ….
ذاتي التي تعلمت القوة .. منذ أول ضعف وهي تسقط بدل أن تقع .. حيث المزج بين المفردات المؤتمتة …..
ذاتي التي تعلمت الشعر والرواية منذ أن أحصاني كل هذا الموت وكل هذه الحياة كمتناقضين يحملان كشاقول .. حروفي الخارجة عن كل قوانين الرتابة …
ذاتي التي تعلمت أن تصنع امرأة تتقن فنون المياه الجارية …
وقوارب الورق المقوى ليكون لذلك الجسر معنى العبور ……
العدد 1196 –9 -7-2024