الثورة – منهل إبراهيم:
وسط تحذيرات من الصدام المباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، ومع تمادي الحلف في تسخين الأجواء بين موسكو وكييف، أطلقت موسكو تحذيرات جديدة كما أطلقت مراراً تلك التحذيرات بأن المساعدات العسكرية الغربية والمادية لن تغير الوضع الميداني للنظام في أوكرانيا ولن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع، وسيصبح نقل الأسلحة من الغرب إلى أوكرانيا هدفاً مشروعاً للجيش الروسي.
موسكو أثارها إعلان “الناتو” مؤخراً أنه من حقها، استخدام القوة في أي مكان على كوكب الأرض، كما أبدت قلقها من استمرار الدعم المالي والعسكري وجهود ضم أوكرانيا إلى حظيرة الناتو.
سفير روسيا في الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أعلن أن “الناتو” يصرح عن حق استخدام القوة في أي مكان على كوكب الأرض، سواء تحت ذريعة الديمقراطية أو محاربة الإرهاب، وذلك في ختام قمة “الناتو” التي انعقدت في واشنطن.
وقال أنطونوف للصحفيين: “ترغب دول “المليار الذهبي” في الحفاظ على العالم في حالة مضغوطة وامتصاص العصائر من جميع مناطق العالم، من أجل فرض أوامر جديدة استعمارية، يعلن “الناتو” فعلياً حق استخدام القوة في أي مكان على كوكب الأرض، سواء تحت ذريعة تصدير الديمقراطية أو حماية حقوق الإنسان أو مكافحة الإرهاب”.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن قمة واشنطن أظهرت أن دول الناتو “دخلت بشكل لا رجعة فيه على طريق المواجهة والتحضير المادي للحرب”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على تعبئة أقصى الموارد للحفاظ على هيمنتهم التي تتلاشى”.
وأوضح أن بعض الأفكار السليمة التي أعرب عنها في القمة حول التسوية السياسية والدبلوماسية لنزاع أوكرانيا “تم قمعها” بسبب الخطاب “الروسوفوبيا” مضيفاً أن “الصقور لا يرغبون في الاستماع أو سماع أي شخص سوى أنفسهم، ويبدو أنهم غير قادرين على ذلك”.
في غضون ذلك كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الجمعة، أن دول الحلف اتفقت على دعم أوكرانيا بمبلغ 40 مليار يورو (نحو 43 مليار دولار أمريكي) لعام 2025 فقط، مشيراً إلى أنه ستتم مناقشة الالتزامات المالية الإضافية لكييف في القمة، التي ستعقد في هولندا العام المقبل.
وقال ستولتنبرغ في تصريحات صحفية: “اتفق الحلفاء على تقديم المساعدة بحد أدنى 40 مليار يورو العام المقبل، وسنناقش مستوى التمويل في القمة المقبلة لضمان أن دعمنا يلبي احتياجات أوكرانيا”.
وأضاف ستولتنبرغ، أنه بعد ذلك، سيتعين على الناتو تقديم المساعدة التي تلبي الاحتياجات العسكرية لكييف.
وكانت روسيا قد أرسلت، في وقت سابق، مذكرة إلى دول “الناتو” بشأن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا.
في هذه الأثناء أعلن بيان صدر عقب اجتماع مجلس حلف شمال الأطلسي “ناتو” مع أوكرانيا، على هامش قمة الحلف المنعقدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، أن الحلف سيدعم جهود أوكرانيا للانضمام إليه طالما واصلت كييف إجراء الإصلاحات الاقتصادية والأمنية لديها.
وجاء في البيان: “يرحب الحلفاء بالتقدم الذي أحرزته أوكرانيا، منذ قمة فيلنيوس، لتنفيذ الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والأمنية اللازمة”.
وأضاف البيان: “بينما تواصل أوكرانيا هذا العمل الحيوي، سيواصل الحلفاء دعمها في طريقها الذي لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل، بما في ذلك عضوية الناتو”.
ودخلت العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 فبراير/ شباط 2022، عامها الثالت، وتهدف إلى حماية سكان دونباس، الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة من قبل نظام كييف، لسنوات.
ودمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها دبابات “ليوبارد 2” الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف “الناتو”، والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.