بات يشكل المثلث الأحمر المقلوب الذي يشير إلى أهداف المقاومة المحققة في تصديها لتوغل قوات الاحتلال في شوارع غزة رعباً كبيراً لجنود الاحتلال، حاله كحالة الاصطياد التي ينفذها المقاومون من مسافة صفر بحق من استباح الأرض ودماء الأطفال ودمّر البيوت فوق رؤوس أصحابها.
المثلث الأحمر المقلوب قلب الطاولة على جنود الاحتلال وآلياتهم في شوارع القطاع، وبات عنوان الحقيقة لما تحققه المقاومة الفلسطينية من انتصارات في المعارك المباشرة على الأرض، ودلالة على الإصابة للهدف، وعداداً حربياً لخسائر جيش الاحتلال، وأصبح عالقاً في أذهان الجميع، من مشاهدين ومتابعين ومحللين في صفوف العدو والأصدقاء.
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، رجل مريض بشتى أنواع الأمراض السياسية والعسكرية، ويعيش حالة من الغرور والغطرسة، ولم يستوعب بعد حجم الخسائر التي تعرض لها جيش احتلاله على يد المقاومة في غزة، وهو أيضاً يعيش في واقع غير متزن ومتوازن بين رغباته الشخصية وأهدافه وبين قدراته وإمكاناته الحقيقية على الأرض، ويعلم أن هذه آخر فترة سياسية له في حضن الكيان.
الاحتلال بات ينكر بزعامة نتنياهو كل شيء، الخسائر، والمثلث الأحمر المقلوب، لكنه يقبع في خانة الرعب وسط هذه الحالة من الإنكار والتخبط، ويدفع المزيد من الأثمان الباهظة والخسائر القاتلة، وهو عاجلاً أم آجلاً سينتهي به الحال إلى النزول عن شجرة غروره، والاعتراف بالهزيمة في غزة.
الآلاف من الجنود والمستوطنين قتلوا وجرحوا بنيران المقاومة، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” ولم يتوقف المد القوي المدروس للمقاومين في غزة برغم التدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة، ناهيك عن المئات الذين تم تجنيدهم في جيش الاحتلال في صفوف الاحتياط منذ بدء الحرب العدوانية على القطاع.
جيش الاحتلال منهك في غزة وهو على أتم الاستعداد والرغبة لإيقاف القتال وبلوغ وقف إطلاق النار، وهي رغبة يطالب بها المستوطنون الإسرائيليون حكومتهم لإبرام صفقة تبادل أسرى فورية مع المقاومة في قطاع غزة، من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين المتبقين، خصوصاً أن عدداً منهم قتل بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، جراء قصفه العنيف والمتواصل على القطاع، لكن الحكومة الصهيونية بزعامة نتنياهو متعنته وتريد الهروب إلى الأمام علّها تحقق أي إنجاز مزعوم يحميها من العقاب ويطل عمرها السياسي.
الفرار من الواقع والهزيمة بات عنوان المرحلة بالنسبة للكيان، وسيأتي اليوم الذي يكون فيه المثلث الأحمر المقلوب يشير إلى كل كيان الاحتلال، ويكون هدف المقاومة في تطهير الأرض شاملاً وناجزاً، وعلى الباغي تدور الدوائر.
منهل إبراهيم