تسيل الدماء تلو الدماء يومياً على أراضي فلسطين المحتلة، في مشاهد مؤلمة تدمي العيون والقلوب وتزيد الجراح جراحاً.. ولا يزال العالم يتفرج على القضية الفلسطينية المعقدة طويلة الأمد، والتي تقترب من أن تكمل قرناً من الصراع من دون حلّ جذري ونهائي لمعاناة الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق.
الشعب الفلسطيني شرد من أرضه وحلّ بدلاً منه شعب جاء من وراء المحيطات لتقاطع مصالح الدول الكبرى.. إلا أنه تعود قضية فلسطين للصدارة عالمياً بقوة كبيرة، فما جرى في 7 أكتوبر “طوفان الأقصى” لا يمكن تجاوزه بسهولة، وله تداعياته على مستوى العالم كله، وليس فقط على مستوى فلسطين.
في حربه على قطاع غزة كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد صنف مناطق استهدفها بـ”الآمنة” آمراً النازحين بالتوجه إليها، إلا أن القطاع لم يعد مكاناً مناسباً للعيش بالنسبة لجميع قاطنيه بسبب الحرب الإسرائيلية الهمجية عليه، إذ يتعرضون للاستهداف ويعانون من ضغوط أمنية وصحية ونفسية كبيرة، ومجاعة فرضتها حكومة تل أبيب بعدم السماح لجميع أنواع المساعدات بالدخول إلى القطاع.
وقد أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مؤخراً أن قطاع غزة على وشك فقدان جيل كامل من الأطفال بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة التي دخلت شهرها العاشر، فيما ترتكبه من فظائع مروعة، موضحة أن 600 ألف طفل في غزة لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس منذ بدء الحرب الإسرائيلية، جراء إغلاق عدد كبير منها، وتحوّل مدارس (الأونروا) إلى ملاجئ للنازحين، بما يتنافى مع مبادئ اتفاقيات حقوق الأطفال ومنها التعلم.
لا تزال المطالبات والمفاوضات والمباحثات والمؤتمرات والندوات جارية على الرغم من مرور أكثر من 80 عاماً على احتلال فلسطين، إلى الآن، لحل هذه القضية التي طالما مثلت قضية مركزية معقدةً، قضية ذات أبعاد قومية ودينية وإنسانية كبرى، وتكشف المعايير المزدوجة للنظام الدولي الجديد.
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهل “مشروع إسرائيل في تطهير فلسطين” من الشعب الفلسطيني، في تحد للقانون الدولي.. وأن تسفك الدماء في الأرض المقدسة، التي يجب أن تكون أرضاً للمحبة والسلام، ويجب أن يزول الاحتلال عاجلاً أم آجلاً عن فلسطين.
