من يستعرض اللوحة الانتخابية السورية اليوم ويتأملها جيداً لجهة المشاركة الكثيفة من قبل المواطنين السوريين فيها، وخروجهم منذ الصباح الباكر بشيبهم وشبابهم ورجالهم ونسائهم إلى مراكز الاقتراع في المدن والبلدات والقرى على امتداد جغرافية الوطن بما فيها المناطق المحررة من الإرهاب في محافظتي الرقة وإدلب، يرى بكل وضوح أن سورية ماضية في استكمال معركتها الوطنية والإنجازات على كافة الصعد، والانتخابات التشريعية هذه جزء أساسي منها.
فتنفيذ الاستحقاق الدستوري في موعده دون أي تاخير رغم كل محاولات التشويش التي تحاول بعض الدول المعادية لسورية أن تمارسها بين الفينة والأخرى، انتصار آخر للدولة السورية يضاف إلى انتصاراتها في معركتها ضد الإرهاب الذي أصبحت نهايته قاب قوسين أو أدنى.
فانتخابات مجلس الشعب الحالية ليست عملية سياسية دستورية فحسب، بل إنها محطة سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة تؤسس لمرحلة حاسمة في حياة سورية والسوريين، وذلك لأن هذا المجلس كسلطة تشريعية منوط به مهام كبرى تتصل بصون وحدة البلاد أرضاً وشعباً وحكومة والحفاظ على السيادة والاستقلال وكل ما يرتبط بهذه الأركان الأساسية، إضافة إلى البدء بتشريعات ترتبط بإعادة الإعمار وتوسيعها بما يساهم بعودة المهجرين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم.
وعليه فإن حدث اليوم يعد أحدث رسالة وأقواها من السوريين لكل من يهمه الأمر، بأن عودوا إلى رشدكم وتخلوا عن سياساتكم المعادية لسورية لأن هذه السياسات معادية لشعوبكم كما لشعوب العالم الأخرى، وحان الوقت لأن تتراجعوا عنها.
السابق
مناقشة واقع العمل التربوي وآلية تطويره خلال اجتماع وزير التربية مع مديري الإدارة المركزية بالوزارة
التالي