الثورة – آنا عزيز الخضر:
لطالما تألق المبدع السوري في مجال فن المونودراما الذي بات له أعماله الخاصة و جمهوره ومهرجاناته كما نجومه، وها هو الفنان “نورس برو” في مسرحيته الجديدة “مونولوغ” على صالة مسرح الحمراء بدمشق يطلعنا على إبداع مختلف من خلال خوض تجربة جديدة على صعيد الشكل الفني، كما هو على صعيد المضمون، كأول مونودراما يتم تقديمها عبر المسرح الراقص، أيضا كان هناك إدخال لفنّ البونراكو، وقد اعتمد العرض على راقصة واحدة، والجديد فيه حضور لفن البونراكو، حيث لم يعرفه الجمهور السوري، وهو مصطلح للدمى اليابانية الفلكلورية، وهي دمى كبيرة، لكن تم تصغيرها بشكل نسبي، كما أكد صناع العرض، وقام بتحريكها فريق خاص، حاول تجاوز كل الصعوبات المحتمله الحدوث أمام هكذا تجربة جديدة، لأن تحريك الدمى في المسرح الراقص الأكاديمي له مطباته الكثيرة، ورغم ذلك كانت التجربة متألقة بحق، لفتت الأنظار بحرفيتها وتقنياتها، كما آليات استثمارها ضمن بينة العرض الخاصة جداً، حيث تم إدارتها في عمل حمل مضمون تمحور حول بطلة تتحاور مع الأنا الخاصة، المتمثلة بدمية البونراكو، والتي تطرح تساؤلات كثيرة… منها ما معنى الوجود؟ وماجدواه؟ ولماذا نحن موجودون؟ بالاستناد إلى فلسفات وآراء إنسانية أخذت من عوالم شخصيات فكرية وفلسفية.. مثل.. سيوران، شارل مورس… وغيرهم…
كانت التجربة جديدةً على أكثر من صعيد في العرض، حتى على صعيد فن خيال الظل في دراما المسرح الراقص، الذي تم استخدامه أيضاً، كما تم نقل المشاهد على شاشة على المسرح بشكل مباشر، وكان هناك شخصية الكاتب كإيحاء لحضوره وسط أجواء العرض..
كان العمل لافتاً بمفرادته وأجوائه، رغم صعوبة التجربة وجديدها، مثلما أكد الفنان” نورس برو” عبر تصريحاته، وهو المخرج والمؤلف، إذ أشار أن إنجاز هكذا عرض، فيه من الصعوبات ويحتاج إلى جهد مضاعف من العمل في كل المجالات، إن كان على صعيد الإضاءة، أو تصميم الدمى الضخمة، وقد صممت في العرض من قبل الفنانة” إيمان عمر” إضافة إلى صعوبة التحريك ضمن عوالم المسرح الراقص، وقد حركها فريق خاص بقيادة” خوشناف ظاظا ” وكان التحريك حرفياً بامتياز ،ساهم بدوره وتفوقه في تكاملية عناصر العرض المسرحية المأمولة وسط خصوصية فنية منتقاة.