الملحق الثقافي:
أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ندوة ثقافية حول رواية «زيارة من العمر» للأديبة سوزان موسى درة، شارك فيها عدد من الأدباء والنقاد بطرح محتويات الرواية والرؤى الانطباعية عنها.
وافتتح الندوة الدكتور إبراهيم زعرور معرفاً بالرواية ومضمونها وبالمشاركين وما قدموه من أعمال ثقافية وأدبية، مبيناً ما تضمنته الرواية من مؤثرات الواقع وأهمية ما تحمله من طروحات.
وأشار الأديب محمد الحفري في قراءته للرواية إلى امتدادها الزمني وعمقها الفكري وصيرورة سردها ومصائر أبطالها، وإلى مكامن القوة والضعف فيها وما حملته من صور عكست الواقع وآلامه.
واستعرض المحامي والناشر الأديب محمد الطاهر ما تضمنته الرواية من أحداث والفارق الكبير بين المتخيل والواقعي لأن الرواية جمعت بينهما، فيما عرض القاص والإعلامي عماد نداف مجموعة من الصور التي وردت في عمل الكاتبة وأهميتها في شد انتباه المتلقي.
وأجابت الكاتبة درة عن أسئلة الحضور الذين قدموا عدداً من المداخلات التي أغنت الندوة، واختتمت بتوقيع الأديبة عدداً من نسخ روايتها للحضور.
(وكانت تجربة الروائية سوزان موسى الدرة شكلت علامة جيدة في المشهد الروائي، فبعد روايتين صدرتا منذ فترة قصيرة، رسخت حضوراً مهماً في المشهد الإبداعي، حول تجربتها هذه كانت هذه الجولة السريعة معها.
الوطن نحن والوطنية حياة، هي عبارة تنفستها في مقدمة روايتي ومنها انطلقت، ومن خلالها اعتمدت أسلوب المباشرة في»سوريون تحت المقصلة»، وأعتقد أن المباشرة كانت مهمة، لكن الإيمان بالمضمون هو من أكمل الطريق وجعل الغاية محققة: عندما قررت الكتابة لم أفكر بالتكنيك، ولا باﻷسلوب الذي سأتبعه، بل كان الأمر عفوياً جداً مع ذاكرة مليئة بالقصص الواقعية وأحداث جديدة شهدتها على حقيقتها خلال الحرب ومنذ عام 2011، بدأت الكتابة في منتصف عام 2016 أي بعد 5 أعوام من تصاعد الحرب إلى حلب، وأعتقد أن كوني من مدينة حمص ومن سكان مدينة حلب، جعلني أتحسس واقع الحرب قبل أن أعيشه بشكله الفعلي، حتى أغوص فيه بزخم ما إن أطلت رماحه على حلب عند أعتاب آب 2012 ابتداء من مقر عملي وهو الشركة العامة للدراسات الهندسية.
وكوني موظفة حكومية جعل في الأمر مسؤولية، وبالتالي شيئاً من الصعوبة، ﻷن الموظف معني بمن حوله، و8 ساعات دوام فعلي كافية لأن تجعل كل من حولك يظن انك تتكلم عنه، وقد راق لي الأمر، فنحن شعب فضولي بطبعه، والعنوان المثير له وقعه في حياتنا، وكفيل بأن يجعلنا نفكر بالمضمون وبالتفاصيل وباﻷسماء في آن واحد، وهكذا اخترت لروايتي عنوانها بشكل مبكر ﻷعيش المسؤولية بحد ذاتها في كل قصة، وأعتقد أن شخصيتي الحقيقية، والتي تتمثل بالوضوح والحساسية أدت الغرض ولعبت دوراً أساسياً في ربط واقع الحرب المؤلم مع نفسية الإنسان السوري الذي يعاني أصلاً من هشاشة المواطنة، إضافة لتعقيدات نفسية كثيرة وقديمة العهد، كان لابد من تسليط الضوء عليها عن طريق الاستعانة بعنوان يبدو قوياً ومثيراً للفضول كعنصر مباشر، ناهيك بالغلاف الذي سأتكلم عنه لاحقاً.
ففي مدخراتنا الفكرية ذكريات كثيرة، قد تكون لحظات، أحداثاً، قصصاً، القصص الجميلة لا تنسى، والمؤلمة لا تنسى، لكن القصص الواقعية مهمة لأنها أشد تأثيراً، هي تلامسنا بشكل شخصي وتلامس الآخر بشكل شخصي أيضاً، فتدخل أعماقه بقدر تأثره بها وبقدر تفاعله مع أبعادها وشخصياتها، وبمقدار الكم العاطفي الذي تحتويه في آن واحد.. ببساطة أكثر البلاغة سلاحاً وأنا أؤمن بالبلاغة وأراها بكر الحقيقة ووليدة الصدق، وانطلاقاً من هذه القناعة المتواضعة لجأت لسرد قصص حقيقية تلامس واقع المجتمع السوري تحت ظل أدب الحرب إلى جوار أهم قضية « قضية المواطنة وأدبيات الحوار» التي نتحسسها جميعاً، وليس لدينا المقدرة بأن نفكر جدياً بأننا الجزء الأهم منها، وبأننا السبب والحل معاً.
سردت ثماني قصص هي في حقيقة الأمر حوالي 14 قصة لشخصيات عديدة متشابهة في المضمون، فارتأيت لنفسي حق الدمج، ودمجت عدة قصص بقصة، لأسباب عدة.
العدد 1198 – 23 -7-2024