84 شهيداً في اليوم الـ 291 للعدوان.. وتحذيرات أممية من انتشار الأوبئة المعدية المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال في رفح وخان يونس و”نتساريم”
ناصر منذر
بدعم أميركي متواصل، تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على قطاع غزة، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط تحذيرات أممية من إمكانية تفشي الأوبئة في غزة ولاسيما بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، هذا في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية تصديها البطولي لقوات الاحتلال وتكبدها المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد على مختلف محاور التوغل في القطاع المنكوب.
وفي هذا الإطار، أعلنت المقاومة الفلسطينية أن مقاتليها استهدفوا تجمعات لقوات الاحتلال على خط الإمداد في محور “نتساريم”، في مدينة غزة، بوابل من قذائف “الهاون” من العيار الثقيل، كما استهدفوا جرافة للاحتلال من نوع “D9” بقذيفة “الياسين 105” شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.
وأكدت المقاومة أنها استهدفت قوات الاحتلال في حي تل السلطان غربي رفح، بقذائف “الهاون” من العيار الثقيل، كما عرضت مشاهد توثق تجهيز وإطلاق رشقات صاروخية على مستوطنات “حوليت” و”ياتيد” و”صوفا” و”أفيشالوم” ومستوطنات “غلاف غزة”.
من جهة أخرى استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من قطاع غزة في اليوم الـ291 للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المنكوب.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 8 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 84 شهيداً و329 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن حصيلة ضحايا المجازر التي ارتكبها الاحتلال يوم أمس في خان يونس وصلت إلى 73 شهيداً بينهم 24 طفلاً و15 سيدة وأكثر من 120 جريحاً.
هذا وتزامن العدوان الإسرائيلي الواسع على شرق خان يونس، مع نزوح قسري لعشرات آلاف الفلسطينيين، وسط أوضاع إنسانية وطبية كارثية، بفعل غارات الاحتلال المكثفة والعنيفة.
وأضافت الوزارة: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ291 على القطاع ارتفع إلى 39090 شهيداً و90147 جريحاً، فيما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبها ذكرت وكالة وفا أن طيران الاحتلال قصف منزلاً في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين، كما قصف طيران الاحتلال منزلاً بشارع النفق بمنطقة الصحابة، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.
وفي جنوب مدينة غزة استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في شارع المغربي بحي الصبرة جنوب المدينة.
كما قصفت قوات الاحتلال منزلاً في منطقة الحدبة بدير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
إلى ذلك أعربت منظمة الصحة العالمية اليوم عن “قلق بالغ” من إمكان تفشي الأوبئة في غزة ولاسيما بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، محذرة من خطر الأمراض المعدية على حياة الأهالي.
ونقلت وكالة فرانس برس عن رئيس فريق المنظمة المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة “أياديل ساباربيكوف “قوله: إن هناك “قلقاً بالغاً من تفشي وباء شلل الأطفال، وهو مرض مميت يصيب عادة الأطفال تحت سن الخامسة”، ولاسيما مع انتشار نوع من اللقاحات ضده يحتوي كميات صغيرة ضعيفة ولكنها حية من الفيروس التي قد تؤدي أحياناً إلى تفشي الوباء”.
وحذر المسؤول من احتمالية أن يتوفى الأشخاص جراء مختلف الأمراض المعدية أكثر من الوفاة بسبب الجروح الناجمة عن الحرب.
وكانت وكالات تابعة للأمم المتحدة أفادت الأسبوع الماضي بأن شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية عثرت على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع الثاني في 6 عينات من مياه الصرف الصحي تم جمعها من مواقع المراقبة البيئية في قطاع غزة.
من جهة ثانية أعاد ساباربيكوف التنويه مجدداً بأن الوضع الصحي في غزة مرتفع الخطورة، حيث لا يعمل إلا عدد قليل من المشافي بشكل كامل، فيما هناك مشاف تعمل بشكل جزئي وأخرى خرجت من الخدمة، لافتاً إلى أن عدد من يحتاجون للرعاية الطبية خارج القطاع يصل إلى 14 ألف شخص.