الثورة-حماة-سرحان الموعي :
عادت تربية دودة القز وصناعة الحرير إلى الواجهة من جديد في مدينة حماة لتكون امتداداً لمنطقة دير ماما بريف المحافظة الغربي التي تعرف بغناها بشجر التوت الذي يعد المادة الأساسية لتربية دودة القز.
إذ تمكن الحرفي أحمد دبيك رئيس الجمعية الحرفية للخياطة والدباغة في اتحاد حرفي حماة من تهيئة الظروف الملائمة لهذه للتربية والحفاظ على درجة الحرارة مابين 21و24 درجة مئوية فضلاً عن حماية الشرانق من الحشرات والقوارض وتأمين الغذاء من أوراق التوت التي يتم جلبها بشكل يومي ،موضحاً أنه بدءنا من شهر نيسان بتربية شرانق القز والتي تحتاج من أربعين إلى خمسين يوماً لتصبح الدودة جاهزة للإنتاج حيث يتم وضع ديدان القز بغرفة نظيفة ومعقمة وتوضع في أطباق بلاستيكية أو قش وترفع عن الأرض بواسطة حوامل خشبية ويتم في الأسبوع الأول تقديم ورق التوت مفروماً بشكل ناعم لتتمكن الشرانق من تناوله وفي الأسابيع التالية تتم زيادة كمية الورق المفروم كون الدودة ستكبر تدريجياً موضحاً أن دودة القز تتغذى على أوراق نبات التوت ذي الثمار البيضاء لتنتج الدودة أجود أنواع الحرير.
وأضاف إنه بعد مضي 6 أسابيع تقريباً تتوقف عن الطعام لتبدأ عملية نسيج الشرانق، لافتاً إلى أنه طور استخدام خيوط الحرير من خلال العمل على صباغتها واستخدامها في أعمال التطريز للبشاكير المطرزة بخيوط الحرير الطبيعي ومع القطن إضافة إلى عدد من المطرزات العصرية، فضلاً عن استخلاص مواد من الشرانق وصناعة صابون الحرير الطبيعي إضافة إلى صناعة الاكسسوارات وأعمال الزينة والتجميل .
وأشار الى أنه وحرصاً منه على حفظ هذه الصناعة من الزوال يعمل على إقامة ورشات تدريبية لتدريب حرفي مدينة حماة عليها وتطوير مهاراتهم بهذه الحرفة التراثية وتعريف الجيل الجديد بها وبأدواتها المستخدمة وبمراحل تصنيع خيط الحرير .
وأشار إلى ضرورة تعاون مديرية زراعة حماة في تأمين غراس التوت الياباني ذات الصنف القزمي والتي يمكن زرعها ضمن حديقة المنزل وبالتالي تأمين الغذاء لشرانق دودة القز ،مؤكداً أهمية تكامل العمل بين الجهات المعنية لاسترجاع هذه الصناعة العريقة من خلال الترويج لها وإيجاد أسواق تصريف لمنتجات خيط الحرير.