راغب العطية
تؤكد العديد من المؤسسات الحقوقية أن عشرات الأسيرات الفلسطينيات مازلن يقبعن في معتقلات الاحتلال، ويتعرض لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ويعشن حالة من العزلة، ويتم التفرد بهن من قبل سجاني وسجانات الاحتلال، فضلاً عن سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي يمارسها الاحتلال بحقهن، وحرمانهن من رؤية عائلاتهن وأبنائهن.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أكدت في هذا السياق، أن هناك العديد من الحالات المرضية الصعبة بين المعتقلات في ما يسمى سجن الدامون، بحاجة إلى علاج ورعاية صحية في مستشفيات مدنية.
وفي بيان لها اليوم، نقلته وكالة وفا، أشارت الهيئة إلى أن المعتقل فيه 78 أسيرة، ثلاثة منهن من غزة، وثلث العدد الإجمالي معتقلات إداري، موضحة أن ثمة أسيرتين مريضتين مصابتين بمرض السرطان، وتعانيان من وضع صحي صعب، فيما تحتجز إدارة سجون الاحتلال أسيرتين أخريين في زنازين العزل الانفرادي.
ولفتت الهيئة إلى أن محاميتها تمكنت أول أمس الأحد من زيارة عدد من الأسيرات داخل المعتقل، ونقلت عنهن أن الغرف مكتظة جداً، حيث يوجد نوعان من الغرف، الكبيرة والتي يحتجز فيها 10 أسيرات بالحد الأدنى، والصغيرة يحتجز فيها 5 أسيرات على الأقل، ولكن مساحات الغرف صغيرة جداً مقارنةً بعدد الأسيرات، ودرجات الحرارة داخلها مرتفعة ولا يوجد تهوية، مما يجعل الحياة داخلها معاناة وعذاب، فيما يخصص للفورة والاستحمام ساعة واحدة فقط، ويتم إخراج كل غرفتين مع بعضهما، والأكل مازال سيئاً كماً ونوعاً، وهناك نقص حاد بالملابس والأغراض والاحتياجات النسائية.
وجددت الهيئة مطالبتها للمؤسسات والاتحادات النسوية المحلية والدولية من أجل إنقاذ الأسيرات، ووقف تفرد إدارة سجون الاحتلال بهن.
بشار إلى أن الهيئة ذكرت في تقرير لها نشرته في وقت سابق، أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرضن للسب والشتم باستمرار، ومقطوعات عن العالم الخارجي بسبب سحب أجهزة التلفاز والراديو ومنع دخول الصحف، وهناك عمل دائم للتأثير على نفسياتهن. وقد مارست إدارة سجن الاحتلال الضرب والتعذيب بحقهن، وتتعمد تقييد أيديهن وأرجلهن وتعصيب أعينهن بشكل وحشي خلال استجوابهن أو خروجهن للعيادة أو لزيارة المحامي أو نقلهن، وإخضاعهن للتفتيش العاري وتهديدهن بالاغتصاب وشد شعرهن وسحلهن على الأرض، واستخدام الجوالات لتصويرهن وهن في حالات صعبة ومؤلمة».
وأشارت إلى أن العقوبات التي فرضت على الأسرى بعد السابع من تشرين الأول الماضي، طالت الأسيرات، حيث تم مصادرة جميع الأدوات الكهربائية، وتقليل كميات الطعام لأقل من الحد الأدنى إضافة إلى سوء جودته، بالإضافة إلى منع زيارات الأهل، ونقص في الملابس والأغطية والمستلزمات النسوية، وتعمد تلويث مياه الشرب، وتحديد ساعات الفسحة والاستحمام.
