الثورة – راغب العطيه:
تمعن قوات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة أساليبها الوحشية بحق الأسرى الفلسطينيين، في إطار محاولاتها اليائسة لترهيبهم، وكسر إرادة صمودهم.
وفي هذا السياق، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن الأسرى المعتقلين في سجن عوفر يواجهون ظروفاً حياتية وصحية صعبة، ويعانون مجاعة حقيقية.
وأفادت الهيئة في بيان لها، اليوم، ونقلته وكالة وفا، بأن الطعام المقدم إلى الأسرى سيئ كمّاً ونوعاً، فأنهك أجسادهم وحولها إلى جلد وعظم، وسمح للأمراض بالتغلغل فيها، في ظل جرائم طبية وإهمال متعمد، إضافة إلى معاناتهم من نقص الملابس ومواد التنظيف والمستلزمات الحياتية كافة.
وأشارت الهيئة، نقلاً عن محاميها الذي تمكن من زيارة عدد من الأسرى إلى أن كل الأسرى في السجن تعرضوا للضرب والتنكيل، إما عند اعتقالهم أو خلال نقلهم بين مراكز التوقيف والسجون، وصولاً إلى اقتحام وحدات القمع الغرف والأقسام، وممارسة كل أشكال التعذيب، ما أحدث الإصابات في أجسادهم، من كسور وجروح ورضوض.
وأعربت الهيئة عن قلقها من استمرار الأوضاع داخل المعتقلات بهذا السوء والتطرف، في ظل تقصير واضح من المؤسسات الدولية، التي تكتفي اليوم بمتابعة المستجدات على قضية الأسرى من خلال تقارير مؤسسات الأسرى ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت الهيئة نقلت عن محاميها خالد محاجنة قبل نحو 10 أيام، شهادات مروعة عن معتقلين من قطاع غزة، أثناء زيارته لمعتقل “عوفر”.
وأفاد محاجنة، بأن بعض المعتقلين في عوفر تعرضوا لاعتداءات جنسية بعد تجريدهم من ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب في أماكن حساسة، وهم يعانون حالياً من أوضاع صحية ونفسية صعبة.
وأضاف، أن الكلاب البوليسية تهاجم الأسرى وتنهش أجسادهم و هم مكبلو الأيدي وراء رؤوسهم، إلى جانب تعرضهم لعمليات شبح يرافقها الاعتداء بالضرب.
ولفت إلى أن هناك أكثر من 100 أسير مرضى وجرحى دون علاج، في ظل اكتظاظ شديد في غرف المعتقل، وهي عبارة عن غرف من الأسمنت تفتقر إلى التهوية ومساحتها لا تزيد عن خمسة أمتار مربعة، وفيها أسرة حديدة بلا فراش ولا أغطية، ويحتجز في كل واحدة منها 25 أسيراً، ينام غالبيتهم على الأرض.
وبين أن الأسرى يأكلون وهم مقيدو الأيدي، ولكل أسير وجبة واحدة طوال اليوم وهي عبارة عن 100 غرام خبز، وخيارة أو حبة بندورة وكمية قليلة جداً من اللبن.
وبين أن الحمام مكشوف داخل غرف المعتقل، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة داخل الغرف مسلطة على الحمامات، فيما لا تزال مدة الاستحمام محددة بدقيقة واحدة فقط.
وأشار محاجنة نقلاً عن الأسرى، إلى أن معتقل عوفر يضم عنبرين للتعذيب داخل الغرف ولا يمكن رؤية الأسرى خلال تعذيبهم، ولكن يسمع صراخهم فقط. ومؤخراً اعتدى جنود الاحتلال على كافة الأسرى في “عوفر”، ما تسبب بكسر أطراف العديد منهم.
ونقل المحامي محاجنة عن أحد الأسرى، الذين نقلوا من معسكر “سديه تيمان” إلى “عوفر”، استشهاد أحد الأسرى المرضى، بعد رفض جنود الاحتلال تقديم العلاج اللازم له.