الثورة- فؤاد مسعد:
عمل دؤوب يسبق إقامة «مهرجان دلبة مشتى الحلو للثقافة والفنون» كل عام، وفي هذه السنة التي يستعد فيها أهل المنطقة لاستقبال الدورة 12 من المهرجان، فضّل القائمون عليه أن يشكّل بدورته الجديدة احتفاءً بـ «الثقافة السريانية»، وبدت الهمة عالية لتقديم طيف منوع من الفعاليات والأنشطة التي تعكس هذه الرؤية بكثير من الدفء والرقي والإبداع، المهرجان الذي يُقام بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة طرطوس ومؤسسة الملتقى الثقافي الخيري،
يبدأ في الثامن من شهر آب القادم ويستمر لمدة ثلاثة أيام، منطلقاً من افتتاح نصب تذكاري يمثل نهضة الإنسان السوري بمشاركة الفرقة النحاسية في مشتى الحلو، ومكان النصب دوار السهيلات الذي يتم العمل على تأهيله وتجميله لاستقبال منحوتة «نهضة الإنسان السوري»، ويشدد المهرجان من خلال اختياره «الثقافة السريانية» على أهمية تنمية جذورنا وتعميق فهم تاريخنا، لكي «لا نقطع صلة المشيمة مع أرضنا، ونبقى جذراً من جذور هذا الدلب والزيتون»، ولنبقى «امتداداً لتاريخنا العربي والسرياني والأرامي، ونبقى هويةً جامعة، غنية بتنوعها، زاهية بألوانها». وضمن هذا الإطار تقام أمسية مع الكاتب والباحث غسان شامي حول الثقافة والتاريخ السرياني.
وتم انتقاء أحد أجمل المواقع في المنطقة، والذي يحمل بين أركانه عبق التراث والأصالة «معمل الحرير» لتُقام فيه أولى أمسيات المهرجان، وهي حفل موسيقي بعنوان «تجليات نوري إسكندر» تكريماً للراحل «الملفونو» نوري إسكندر عميد الموسيقا السريانية، بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، ومشاركة المنفردين: أسامة أبو سعدى «عود»، لايمتا ايشوع «غناء»، محمد نامق « تشيللو»، باسم جابر «بزق»، نور ادين زيتون «غناء»،
في حين يتم تقديم أمسيّتين كوراليتين بقيادة المايسترو بشر عيسى، الأولى لكورال «أرجوان» بعنوان: « الأغنية السورية عبر التاريخ، والثانية الختامية فيحييها كورال «سيدات النغم»، كما يُقام ضمن فعاليات المهرجان «ملتقى الفن التشكيلي» بوجود الفنانين التشكيليين «يوسف عبدلكي، فؤاد دحدوح، محمد شبيب، سامر اسماعيل». ومن الأنشطة أيضاً ورشة خزف في الهواء، وفن الايبرو الذي يٌعرف باسم «الرسم على الماء»، وصندوق الحكايا، وعرض مبادئ الكتابة السريانية.