الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
أكد مدير الأوقاف في السويداء والقنيطرة الشيخ نجدو العلي لصحيفة “الثورة” أنّ القلم مهما تطاول في قامته فلن يصل إلى حجم الألم، وأن الحِبر مهما قال بلاغةً فسيبدو ركيكا في حضرة الدّم، ولكنها كلمات تجيش في صدورنا ولابد من النّطق بها ، وإن كل كلامنا هو تعويض لبعدنا عنكم.
وأشار الشيخ العلي في إدانة للمجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في الجولان المحتل وراح ضحيتها عدد من الأطفال الشهداء في بلدة مجدل شمس قائلاً: يا أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل أنتم الّليوث الذين أحدثتم في روح هذا الكيان الغاصب شرخا لن يُرمَّمَ أبدا، ودققتُم في نعشه مسمارا لن يستطيع نزعه، وأعدتم إلى الأمة كلها روحا كانت قد فقدتها، حينما أسقطتم الهوية الصهيونية ووجهتم صفعة القرن لمن تبناها.
وأضاف مدير الأوقاف مازلنا نستذكر كلمات شيخ الجولان الأول، الشيخ سلمان طاهر أبو صالح رحمه الله تعالى الذي خاطب جنرالات الصهيوني عام 1982 يوم محاولتهم الفاشلة فرض الجنسية الصهيونية قائلاً: لو قطعتم رؤوسنا جميعا فإنها ستتدحرج نحو الشرق نحو الوطن ، أهلنا الليوث الأماجد في الجولان الحبيب وثمة مشاعر عِزَّة زرعتموها فينا أنتم لا تعلمون شيئا عنها، نعلم أنكم نهاية المطاف بشر، وأن الحرب موجعة، والقصف أليم، والجريمة بشعة، وفقد الأحبة غربة، ولكن الله لا يضَع ثمارا على غصن لا يستطع حملها، وإنه سبحانه يُكلِّف بالممكن لا بالمستحيل،
وكما قال تعالى: إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون، وقد مضت سُنَّة الله في الصراع بين الحقِ والباطل أنّه لا تمكين بلا امتحان، ولا أمنَ إلا ويسبقه فزع.
وقال فوالله أنتم لستم وحدكم، وإن بدا المشهد كذلك.. من ورائكم أُمّة تغلي، وماردٌ محبوس في قمقمه دبَّتْ فيه الروح، وأحيته مشاعر العِزّة وشوَّقته إلى زمن الانتصارات، ولَيُغيّرنَّ الله الحال إلى حال أخرى بإذنه وكرمه.. فقد أكبرتكم الشعوب، وظللتكم الدّعوات، وأنتم الظاهرون على الحقِّ في أكناف بيت المقدس، والمبشَّرون بالثبات حتى يأتي النصر من الله وأنتم على ذلك.. فطبتم، وطاب صبركم وثباتكم.. سلامٌ على جولان العِزّة في زمن الانكسار، جولان الثبات في زمن الخذلان، ونسأل الله تعالى لهم النصر والتمكين.. وختم العلي قائلا عظم الله أجر الوطن بشهداء الجولان الحبيب، والشفاء للجرحى، والنصر والثبات والتمكين لأهلنا الليوث المرابطين.