حتى كتابة هذه السطور مازال عدد من أنديتنا بلا إدارات بسبب إعراض الكثيرين عن الترشح لخوض انتخابات مجالس إدارات الأندية، وهو أمر لم نشهد له مثيلاً خلال فترات سابقة.
في الحقيقة فإن عدم دخول معترك السباق الانتخابي، وإن كان مستغرباً من حيث الشكل، لكنه في الوقت ذاته كان متوقعاً لأن العمل الإداري في أنديتنا بات صعباً جداً، ويؤدي لتحمل أعباء ثقيلة على كاهل الشخص المعني، وهو سبب أساسي في تجنب العمل ضمن إدارات الأندية.
الأعباء التي نتحدث عنها ليست ذات جانب واحد، وإنما هي متعددة الجوانب بين أعباء مالية ونفسية وجماهيرية، وغير ذلك من الأمور التي تدفع أي شخص للتفكير ألف مرة قبل اتخاذ قرار دخول معترك العمل الإداري في أنديتنا.
طبعاً ودون أدنى شك فإن إمكانات النادي الاستثمارية وقدرته على الإنفاق على فرقه تلعب دوراً بارزاً في تحديد عدد الراغبين بعضوية أو رئاسة إدارات الأندية، وتحظى الأندية (الغنية) بوفرة المتنافسين على التواجد في إدارة النادي كما هو حال أندية الوحدة والكرامة وأهلي حلب، فيما تعاني الأندية (الفقيرة) من إحجام الشخصيات المرموقة عن العمل فيها كما هو أندية تشرين وحطين وغيرهما ليعطي ذلك انطباعاً واضحاً عن عدم وجود داعمين في أنديتنا بالمعنى الحرفي للكلمة لأن الأغلبية تأتي لتستفيد من النادي وليس العكس إلا ما ندر.

السابق