منذ وعينا على هذه الحياة لم تتوقف شعلة النضال في فلسطين يوماً، فنذكر الكثير من الشعراء والكتّاب الذين وقفوا في وجه الطغيان بقصائدهم ومنشوراتهم ورسوماتهم فكانوا شعلة حقيقية تنيرالدروب، فغزة كانت وما زالت، الحقيقة التي يسعى العدوّ الصهيوني لاغتيالها بطريقةٍ وحشية.
اليوم لاشك أن الحرب الإسرائيلية على أبنائنا في غزة وصمة عار على جباه الدول التي تدعي الديمقراطية والسلام، فهي تخلف وراءها جروحاً لا يمكن أن تمحى… تقتحم إسرائيل غزة، تقتل الأطفال والشيوخ والنساء، تدمر الكنائس والمساجد والمشافي لا فرق عندها، وما جرى في مجدل شمس منذ أيام قليلة ليس بالغريب فهم مجرمون لايعرفون سوى لغة القتل والفتك، فكانت بحق جريمة نكراء ومجزرة إسرائيلية واضحة كعين الشمس تضاف إلى جملة الجرائم السابقة التي نعرفها جميعاً.
هؤلاء الشهداء في مجدل شمس كلهم على طريق القدس.. فالحال واحد، والقاتل معروف للجميع، والشرعية الدولية عاجزة أمام غطرسة واشنطن ونازية تل أبيب.
أمام مانراه نقول: إن لا شيء يمكن أن يعوض عائلة فقدت أبناءها أو مدينة دمرت على رؤوس ساكنيها، فالفلسطينيون يدفعون كلّ يوم ثمناً لا ينتهي، وحدها مقاومة الشعب الفلسطيني لم ولن تتوقف، فهم يقاومون ويدافعون عن حقهم في الحياة، ويؤمنون بحقّهم في مقاومة محتلهم.
هذا الوضع المتأزم يفرض على العالم أجمع مسؤولية إنسانية كبرى، حتى يتمكن الفلسطينيون من نيل حقوقهم المشروعة والوصول إلى مرحلة التعافي وبناء مستقبل أفضل على أرضهم.
تحتاج غزة مواقف واضحة وحاسمة تدعم حقوق الفلسطينيين وتعزز مساعيهم في وقف حرب الإبادة التي أخذت في طريقها كلّ شيء… نحتاج إلى الكلمة الصادحة بالحق، فإسرائيل بكلّ أسلحتها المتطورة ودباباتها وقبتها الحديدية عاجزة تماماً عن وقف مقاومة الشعب الفلسطيني، لأن غزّة ستبقى الحاضرة في وجداننا ، الأرض التي لن تغيب شمسها، المدينة التي لا تُهزم، ولا تموت أبداً، بل التي تتضج برجال أشاوس كالجبال الراسيات شاء من شاء وأبى من أبى .