ثورة أون لاين- خالد الأشهب: إذا كان إعلامنا السوري متخلفا وخشبيا وبغير أثر أو جدوى كما يدعي بعض العرب ممن اعتبروا قوة أي إعلام من قوة براميل النفط التي تقف خلفه , وإذا كانت فضائياتنا السورية عاجزة عن نقل الحقيقة واستقطاب المتلقي العربي والسوري وغيرهما .. فلماذا استهدفوا هذا الإعلام وتلك الفضائيات , ويسعون اليوم خلف خنقهما وتغييبهما ؟
تساؤل بسيط وعفوي يطرحه السوريون اليوم وهم يتابعون ما يجري على أرضهم ومن حولهم , مثلما تابعوا على مدى أربعة عشر شهرا كل تلك المفارقات الصارخة بين الوقائع اليومية في الحدث السوري وبين ما بثته وتبثه فضائيات الفتنة والإغراض عن تلك الوقائع وتغطيتها , يطرحون تساؤلهم ليس من موقع الجهل بالإجابات الشافية , ولكن , من موقع الذهول أمام الحد الذي بلغته مجموعة الدول والجهات المتابعة للحدث السوري سواء إعلاميا أو سياسيا أو تحريضا وتسليحا وتمويلا , والذي لا يعني في محصلته النهائية سوى الإعلان الواضح والصريح عن انخراط هذه الدول والجهات في مشروع تدمير الكيان والدولة السوريين .
غير أن ما يجب أن يعرفه السوريون وغير السوريين هو أنه تقنيا , ليس من المستحيل أن تجد الفضائيات السورية طريقها إلى الناس عبر الفضاء دون المرور بأقمار «النايلسات والعربسات» وبوجود كثرة متكاثرة من أصدقاء سورية من مالكي التقنيات البديلة , أما سياسيا فإن ما أقدم عليه ظلاميو العرب يكشف عن حالة من الهستيريا العصابية التي سقطوا فيها بعد السقوط المدوي لمصداقيتهم ومصداقية فضائياتهم التي اتكلوا عليها في تنفيذ الجزء الأكبر من مشروعهم, لكنها لم تنجح , في مقابل نجاح الإعلام السوري ليس في كشف عوراتهم وعورات فضائياتهم فحسب , بل وفي الاستحواذ على المتلقي سورياً كان أو عربياً .. ما يعني سقوطا مدويا أيضا لمشاريعهم السياسية القادمة في بلدان جديدة قبل أن تبدأ . بالتالي , فسقوطهم في مطب حجب الفضائيات السورية هو سقوط مزدوج الأول في سورية والثاني في بلدان أخرى قد تكون على القائمة !