يعيش الاحتلال الإسرائيلي أياماً سوداء فالمقاومة الفلسطينية تحسن إدارة الحرب العسكرية والنفسية بشكل أذهل الكيان، وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية حالياً مستنفرة وفي حيرة تنتظر الرد، وخصوصاً أنّ المقاومة اللبنانية كثّفت استخدامهما المسيرات الانقضاضية، التي أثبتت فعاليتها في التهرب من الدفاعات عالية التقنية.
الاحتلال في حالة تأهب غير مسبوقة فهو يعلم أن المقاومة اللبنانية تمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ التي تشكل رعباً كبيراً لـ “إسرائيل”، وفي غزة يمنى الاحتلال بخسائر كبيرة، والمشاهد التي يعرضها الإعلام العسكري للمقاومة دليل كاف على الخسائر التي تنزل بجيش الاحتلال على أرض غزة ميدان الحرب الدائرة منذ أشهر.
الكيان يعلم أيضاً أن المقاومات في المنطقة تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ والمسيرات الموجهة بدقة، والتي يمكن أن تصل إلى عمق “إسرائيل”، وتستهدف المواقع الكبرى، والأصول الاستراتيجية، مثل القواعد العسكرية والمطارات وشبكات الكهرباء والمستشفيات، والاحتلال أجرى تقييماً لكل ذلك، ويعلم مدى قدرات المقاومة.
المقاومة في فلسطين برغم الدمار في غزة تمسك بقوة بخيوط الميدان، والمقاومة في لبنان بنيرانها المركزة استطاعت أن تسيطر على الوضع في الشمال وألحقت أضراراً في المستوطنات منذ تشرين الأول الماضي، عبر استخدام طائرات من دون طيار انتحارية، بحيث إنّ عدداً منها قادر على التسلل عبر الدفاعات الإسرائيلية، وهذا ما أسقط أكذوبة الردع الصهيونية وأحالها إلى رماد تذروه رياح الشمال، وحوّل المستوطنات إلى مدن أشباح.
ومهما توقعت “إسرائيل” ومن يدعمها في الغرب من سيناريوهات لرد المقاومة على جرائمها، يبقى السيناريو الحقيقي والأساسي بيد المقاومة التي ترى من واجبها لجم غطرسة الكيان الذي تخطى جميع الخطوط الحمراء في الآونة الأخيرة والميدان سيثبت ذلك على المدى القريب أو البعيد.
منهل إبراهيم