خيّمت ثقافة الشكوى على مناخات الاقتصاد المحلي، ويبدو أن في قطاع الأعمال في بلدنا من هم مدمنون على تحويل الانتباه عن وقائع إيجابية كثيرة، أضاعوها وسط ضجيج – لعلّه مفتعل- من الضخ السلبي.
فعلى الطرف الآخر هناك الكثير والكثير من مظاهر الانتعاش ومعاودة النشاط، على الأرض وفي ميدان الإنتاج كشفتها جولات السيدة مدير عام هيئة الاستثمار السورية، التي تعكف على ترسيخ تقاليد جديدة في أداء الهيئة، وهي في الواقع قيم مضافة حقيقية في مؤسسة كبرى “كالاستثمار” تتطلب قدراً عالياً من الديناميكية في التعاطي مع الأعمال والمهام.
جولات مديرة الاستثمار على المدن الصناعية، تكشّفت عن “كنوز اقتصادية” تعمل بكفاءة عالية، وتعاود الإقلاع بمتواليات صاعدة على مستوى العدد كما الكتل الرأسمالية المستثمرة، وكان غريباً أن مثل هذه الوقائع الإيجابية المثيرة للتفاؤل فعلاً كان مسكوتاً عنها وغائبة أو مغيّبة.. لا أصحابها أفصحوا ولا إدارات المدن الصناعية سلّطت الضوء عليها، إلا كحالة إحصائية صمّاء لا يتوقف أحد عند تفاصيلها، على الرغم من أن التفاصيل تنطوي على كل ما هو جدير بالاهتمام والحديث.. بل والافتخار أيضاً.
الحراك الجديد الذي تقوم به مدير عام هيئة الاستثمار، هو ما تكفل بإماطة اللثام عن الوجه الإيجابي للاقتصاد الصناعي والاستثماري في سورية، على عكس الصورة القاتمة التي أوحى بها من أكثروا من الشكوى إما عمداً أو لأن ثمة خصائص نفسية من نوع ما سيطرت عليهم وحجبت عنهم رؤية الإيجابيات الكثيرة حولهم.
مبادرة هيئة الاستثمار بالمتابعة الميدانية على الأرض وتقفي أثر المشروعات المرخصة، وهذه خطوة جديدة لم تكن في السابق، فتحت الأعين على فضاء آخر جميل في بلدنا، وأشعرت الجميع في الوزارات والمدن الصناعية بأن عليهم كسر قوالب العمل القديمة، والاهتمام أكثر بإظهار ما لديهم بدقة، وعدم الصمت أمام حملات الضخ المحبط والمقلق، ففي هذا البلد من الملامح الإيجابية ما يمكن أن يهدئ كل القلق الذي يعتري بعضنا إزاء القادمات من السنين على المستوى الاقتصادي وتفرعاته الاجتماعية.. شكراً “مديرة الاستثمار” لأنك بادرتي.
نهى علي