الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
شهد الصراع بين روسيا وأوكرانيا مؤخراً تصعيداً كبيراً، حيث تمكنت القوات الروسية من صد أكبر توغل للقوات الأوكرانية في أراضيها منذ عقود. وقال خبراء إن هذا التصعيد، الذي أسفر عن إصابات بالغة بين المدنيين وإجلاء الآلاف من منطقة كورسك، من شأنه أن يزيد من تعقيد الوضع في ساحة المعركة، وقد يؤدي إلى مواجهة أوسع نطاقاً تشمل حلف شمال الأطلسي والدول المجاورة. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأول مرة أن القوات الأوكرانية كانت وراء الهجوم المفاجئ يوم الثلاثاء الماضي والذي قيل إن القوات الأوكرانية توغلت بعمق يصل إلى 20 كيلومتراً داخل منطقة كورسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة” رويترز”.
وقد أطلقت روسيا يوم السبت الماضي ما أسمته اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب “عمليات مكافحة الإرهاب” في ثلاث مناطق حدودية – بيلغورود وبريانسك وكورسك – المتاخمة لأوكرانيا لوقف أكبر هجوم عبر الحدود لكييف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد إنها دمرت 14 طائرة بدون طيار أوكرانية وأربعة صواريخ باليستية تكتيكية من طراز توشكا-يو خلال الليل فوق منطقة كورسك، و18 طائرة بدون طيار فوق مناطق روسية أخرى تهاجمها أوكرانيا بشكل متكرر، وفقاً لرويترز.
وصرحت الوزارة أن ضربة صاروخية دمرت مركز قيادة وسيطرة أوكرانياً في كورسك يوم السبت الماضي، ونشرت مقطع فيديو للضربة، حسبما ذكرت RT. وذكرت وكالة تاس للأنباء أن القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف أفاد بأن 13 شخصاً أصيبوا نتيجة سقوط صاروخ أوكراني على مبنى سكني، اثنان منهم في حالة خطيرة. وقالت” رويترز ” إنه تم إجلاء أكثر من 76 ألف شخص من منطقة كورسك.
وقال يانغ جين، الباحث المشارك في معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة غلوبال تايمز: “جاء الهجوم بمثابة صدمة كبيرة لروسيا لأنه المرة الأولى التي تشن فيها أوكرانيا هجوماً عميقاً على أراضي جارتها منذ بدء الصراع في عام 2022. ولم نشهد مثل هذا النوع من الهجوم من قبل دولة أخرى على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية”.
ومن المتوقع أن ترد روسيا بقوة في الأيام المقبلة، كما قال المراقبون، بينما يتوقعون مواجهات مباشرة أكثر تعقيداً بين الجانبين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كييف خسرت حتى الآن ما يصل إلى 1100 جندي و140 مركبة مدرعة في كورسك، حسبما ذكرت قناة روسيا اليوم.
وفي الوقت نفسه، قالت السلطات إن صاروخاً أطلقته طائرة روسية أصاب مركزاً للتسوق في أوكرانيا أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل وإصابة 44 آخرين، وفقاً لتقارير إعلامية.
وأرسلت بيلاروسيا المزيد من القوات لتعزيز حدودها مع أوكرانيا يوم السبت الماضي، قائلة إن طائرات بدون طيار أوكرانية انتهكت مجالها الجوي أثناء التوغل العسكري الذي شنته كييف في روسيا، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
واستدعت وزارة الخارجية البيلاروسية القائم بالأعمال الأوكراني، وطالبت باتخاذ تدابير لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، واقترحت أن تكرارها من شأنه أن يدفع بيلاروسيا إلى النظر فيما إذا كان الوجود الدبلوماسي لكييف في مينسك “مناسباً”، حسب ” رويترز”.
وفي ضوء الأزمة المستمرة التي تتصاعد بشكل كامل، فإن الصين، كدولة رئيسية مسؤولة، ملتزمة بقوة بإيجاد حل سياسي للأزمة. ووفقاً لوزارة الخارجية الصينية، أرسلت الصين الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية لي هوي لزيارة البرازيل وجنوب إفريقيا وإندونيسيا. وابتداءً من 28 تموز، أجرى لي هوي الجولة الرابعة من الدبلوماسية المكوكية بشأن الأزمة، وتبادل وجهات النظر مع الأعضاء الرئيسيين في الجنوب العالمي حول الوضع الحالي وعملية محادثات السلام، وناقش معهم تهدئة الوضع، وتجميع الظروف لاستعادة محادثات السلام.
المصدر- غلوبال تايمز