الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
كثر في الآونة الأخيرة التحدّث عن المشهد الثقافي، وما آل إليه في زمن الحرب، والمقارنة ما قبله وما بعده، وتبقى معرفتنا بحقيقة المشهد غائبة بعض الشيء نتيجة جهلنا ومعرفتنا بما يخبئه هذا المشهد خلف الستار، وهو ما يذكرني بقول لسقراط حين كان يرى أن المعرفة الحقيقية تبدأ بالاعتراف بالجهل، قائلاً «أنا أعرف أنّني لا أعرف شيئًا» من خلال الحوار والأسئلة، كان يعتقد أنه يمكننا الاقتراب من الحقيقة. والسؤال الذي يطرح نفسه هل أقمنا الحوار المناسب، وطرحنا الأسئلة لشرح ما يحدث في المشهد الثقافي؟ ووصف الصراعات بين المثقفين ومدّعي الثقافة؟ بين المؤسسات الثقافية الحكومية والمؤسسات الخاصة ومن ضمنها الملتقيات الإلكترونية وغيرها؟ إذا لماذا لم نفرد هذه الأفكار ونجمع كلا الطرفين على طاولة النهوض بالمشهد الثقافي؟ لا نستطيع أن ننكر كإعلاميين وجود أحد منهما، فهما وجهان لعملة واحدة، كل له دوره روّاده وتأثيره ولا نستطيع أن نخبئ الشمس خلف أصبعنا، أن نلقي اللوم على الإعلام لأننا نشاهد بعين المحايد والموضوعي رغم أن الكثير منا يلعب دوراً كبيراً في مسألة الظهور والتواجد والتفاعل مع الفعاليات الثقافيّة التي يلعب الأمر المادي دوراً بارزاً فيها لتمويل تغطيات إعلامية باهرة، هي مجرد ممارسات وسلوكيّات لاستقطاب المثقفين الحقيقيين الذين بدورهم يتبنّون مستثقفين يرنون إلى مستقبل واسع الأفق خارج حدود المحدود، لتكون علاقاتهم هي جواز سفر إلى أفق ثقافي ذائع السيط، وبالتالي يحققون حلمهم في الشهرة والمجد المجد.
العدد 1201 – 13 -8-2024