محمود نقشو وسبر الأغوار الإبداعية

الثورة – رشا سلوم:
مازال الشاعر السوري محمود نقشو يمضي بهمة قوية في التصدي للكثير من القضايا النقدية والإبداعية التي يتهيب البعض الغوص فيها، أو العمل عليها، إلا أن الشاعر والناقد نقشو مزود بمنهج علمي ونقدي حقيقي يقدم لنا دائماً كل جديد فيها.
البحث الجديد صدر حديثاً تحت عنوان (زمن التجريد)، يقول محمود نقشو:
«كان هناك إحساس عام بعد الحرب العالميّة الثانية بأنّ مقياس الفجيعة تجاوز هذه المرّة أيّة محاولات لتمثيلها. وكأنّ المعاناة البشريّة بدلاً من أن تكون موضوعاً للعمل الفنيّ، صارت استحالة التعبير عنها غاية الفنّ.تاريخ الفنّ هو تاريخ البشريّة، وكان قد مضى زمن طويل والفنّان يرسم ما يراه، في لحظة توقيف للزمان والمكان، ينسخه إلى لوحته بكلّ دقّة وأمانة، مكرّراً الفعل ذاته في لحظة أخرى ومن زاوية أخرى. وظلّ معيار الفنيّة في هذا الفعل مقدار التشابه في النقل إلى اللوحة أو الجدار أو الورق، دون تذمّر يُذكر، أو تعديل طارئ على ما يُنسَخ. وكان الفنّان يعتقد أنّـه بذلـك يحـاول الوصـول إلـى الحقيقـة، الحقيقـة التي قد تكون خلـفه لا أمامه، والتي في سبيل الوصول إليها تعدّدت المدارس في تاريخ الفنّ، وتنوّعت فلسفاتها حتّى مطلع القرن العشرين بكلّ جيشان القرن التاسع عشر قبل حدوث ثورة الفنّ مطلع القرن العظيم الفائت، ثورة (التجريد) بمدارسها المتتابعة (الدادائيّة)، و(التكعيبيّة)، و(السرياليّة)، وصولاً إلى (التعبيريّة التجريديّة)، و(الحواف الحادّة)…إلخ».
ولا يقف عند التأليف فقط فحضوره في المراكز الثقافية والمنتديات مهم جداً ويطرح أيضاً العناوين التي تحتاج الكثير من البحث.
وهنا نشير إلى محاضرته حول تداخل الفنون الإبداعية التي توقف عندها تمام حسن وكتب رأياً نقدياً مهماً عنها يقول حسن:
استطاع محمود نقشو خلال محاضرة نظمها فرع جمعية العاديات بحمص، ووجد أن ما بين الشعر وفن العمارة علاقات شكلية وفكرية متماثلة على الرغم من أن العمارة أقرب إلى الهندسة إلا أن القصيدة برأيه كالعمارة تتضمن تعبيراً فنياً جمالياً فكرياً يتسق فيه الشكل مع المضمون.
وللشعر والعمارة- وفق نقشو- وظيفة متماثلة اجتماعية و نفسية وبيولوجية وينتميان إلى مدارس فنية واحدة من واقعية وكلاسيكية أو تعبيرية أو رمزية مبينا أن كليهما مصممان بأسلوب وظيفي جمالي.
واستشهد المحاضر بآراء عدد من الشعراء والفلاسفة بالعالم بما يتصل بفن العمارة والشعر فبرأي الفرنسي بول فاليري العمارة شكل من أشكال محبة الناس كالشعر تماماً، أما الألماني هيجل فسمى العمارة بالشعر الصامت والتي كانت أول لقاء بين الإنسان والمادة.
واعتبر نقشو أن الشاعر انحاز منذ القديم إلى العمارة في سائر أعماله من حيث هندسة القصيدة اللغوية والتخييلية والألفاظ التي يستدعيها من حقل معرفته، مذكراً بما كتبه أفلاطون على واجهة أكاديميته بأن لا يدخلها إلا مهندس ورأى أن نطالب اليوم بأن يكتب على أقسام العمارة في كليات الهندسة لا يدخلها إلا شاعر.
وتوصل نقشو في ختام بحثه إلى أن القصيدة تشغل فضاء واسعاً كالعمارة بوقت انتفعت فيه الفنون من علم الهندسة مثل الرسم التكعيبي والعمارة والنحت فصارت وظيفتا العلم والفن متداخلتين ومنسجمتين ضمن حدود لا نهائية وهذا ما يؤكد وحدتهما الكلية حيث لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
محطات
يذكر أن محمود نقشو مواليد حمص 1955، حاصل على إجازة في الهندسة الكيميائية عضو اتحاد الكتَّاب العرب، صدرت له عشر مجموعات شعرية ومؤلفات في الدراسة والنقد.

آخر الأخبار
ثلاث منظومات طاقة لآبار مياه الشرب بريف حماة الجنوبي الفن التشكيلي يعيد "روح المكان" لحمص بعد التحرير دراسة هندسية لترميم وتأهيل المواقع الأثرية بحمص الاقتصاد الإسلامي المعاصر في ندوة بدرعا سوريا توقّع اتفاقية استراتيجية مع "موانئ دبي العالمية" لتطوير ميناء طرطوس "صندوق الخدمة".. مبادرة محلية تعيد الحياة إلى المدن المتضررة شمال سوريا معرض الصناعات التجميلية.. إقبال وتسويق مباشر للمنتج السوري تحسين الواقع البيئي في جرمانا لكل طالب حقه الكامل.. التربية تناقش مع موجهيها آلية تصحيح الثانوية تعزيز الإصلاحات المالية.. خطوة نحو مواجهة أزمة السيولة تعزيز الشراكة التربوية مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتطوير التعليم حرائق اللاذقية تلتهم عشرات آلاف الدونمات.. و"SAMS" تطلق استجابة طارئة بالتعاون مع شركائها تصحيح المسار خطوة البداية.. ذوو الإعاقة تحت مجهر سوق العمل الخاص "برداً وسلاماً".. من حمص لدعم الدفاع المدني والمتضررين من الحرائق تأهيل بئرين لمياه الشرب في المتاعية وإزالة 13 تعدياً باليادودة "سكر مسكنة".. بين أنقاض الحرب وشبهات الاستثمار "أهل الخير".. تنير شوارع خان أرنبة في القنيطرة  "امتحانات اللاذقية" تنهي تنتيج أولى المواد الامتحانية للتعليم الأساسي أكرم الأحمد: المغتربون ثروة سوريا المهاجر ومفتاح نهضتها جيل التكنولوجيا.. من يربّي أبناءنا اليوم؟