٣١٩ يوماً مرت على مجازر الإبادة المفتوحة التي ترتكبها آلة الإرهاب الإسرائيلية في غزة المنكوبة.. ٣١٩ يوماً والقطاع يقصف براً وبحراً وجواً وبأعتى أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة الدولية.. ٣١٩ يوماً تم خلالها قتل وتشريد وتجويع وتعطيش آلاف الفلسطينيين.. ٣١٩ يوماً والعالم يكتفي بالعد والإحصاء تارة والتفرج أو إطلاق بيانات خجولة من قبيل ذر الرماد في العيون تارة أخرى.
غزة تُباد فماذا فعلت الأمم المتحدة بهيئاتها الإنسانية ومنظماتها الإغاثية.. هناك جثامين تتبخر وأخرى تُسرق أعضاؤها فأين مدعو الإنسانية والشرعية الدولية عما يجري هناك على تلك البقعة الجغرافية.. وماذا بعد مضي كل هذه الأيام والليالي ألم يحين الوقت لتقول الأسرة الدولية للجزار الإسرائيلي كفى تغولاً وإرهاباً وقتلاً وتشنيعاً؟! وإلى متى سيستمر صمت القبور الأممي وكأن ما يجري خارج صلاحيات مجلس الأمن الدولي وفصله السابع؟! ثم إذا كان هناك إرادة عالمية حقيقية لوقف المجازر الإسرائيلية لأوقفتها خارج مظلة الأمم المتحدة المتذرع دائماً بعكاز الفيتو الأميركي المنخور واقعياً والمفضوح كونياً.
جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة أماطت اللثام عن الوجه الحقيقي للأميركي وأتباعه الغربيين وكشفت المستور بأنهم والإسرائيلي وجهان لعملة عدوانية تصفوية تدميرية واحدة وبأن التنسيق بينهما كان وما يزال قائماً وبأعلى المستويات فلا اعتبار لدماء فلسطينية بريئة تسفك، ولا احترام أو قدسية لأرواح لا ذنب لها تزهق طالما أشهر الصهيوني ساطور الإبادة وشحذه على المقصلة الأميركية الحاصلة على تبريكات مجرمي الحرب الغربيين.
صحيح أن ما يجري في غزة يعري النفاق العالمي ويظهره بكل عجره وبجره بعوراته الخلقية والأخلاقية، إلا أن المؤكد هنا أن صمود أهالي غزة رغم الركام والدمار لـ ٣١٩ يوماً ما هو إلا أبلغ دليل على أن القطاع سينتفض من جديد ليلقن المعتدي الإسرائيلي ومن يقف وراءه دروساً بأنه على هذه الأرض الأبية تصنع المعجزات، ويُدحر المحتلون وتُبدد أوهامهم وتذهب أدراج الرياح.