الثورة- منهل إبراهيم:
على الرغم من وصول وفد إسرائيلي، بمشاركة جميع أعضاء فريق التفاوض، إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات والوعود التي قطعها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، للرئيس الأميركي جو بايدن، بإبداء المرونة، أكد غالبية الخبراء الإسرائيليين أن نتنياهو لم يغير موقفه وسيواصل تخريب هذه المفاوضات والسعي لإجهاضها.
ومع ذلك، أعلن الناطق بلسان الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، في واشنطن أن هناك تقدماً في المحادثات الحالية، وقال مسؤول إسرائيلي إنه تم إحراز تقدم مع المصريين، في المفاوضات حول محور فيلادلفيا، التي دارت في اليومين الماضيين.
وفي ظل هذه التصريحات المتناقضة، ينتظر أن تعقد “قمة تفاوضية” في القاهرة يوم غد الأحد، بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصري، عباس كامل، ومسؤولين من إسرائيل ومصر.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “إسرائيل” تأمل أن تستجيب حركة “حماس” للخرائط الإسرائيلية، وتوافق على الانضمام إلى المفاوضات يوم الأحد حتى يتمكن الوسطاء من التحرك بين الطرفين في الوقت الحقيقي، والمضي قدماً على طريق التوصل إلى اتفاق”.
وقال كيربي في واشنطن إن مفاوضات الأحد ستشمل الجميع، وأكد أن الجميع يأتون بقصد إنهاء المفاوضات بشكل إيجابي.
وكان نتنياهو قد اجتمع، يوم الجمعة، مع عدد من النساء المختطفات اللواتي تم الإفراج عنهن من الأسر لدى المقاومة، علماً بأن أسرى لا يزالون محتجزين في غزة، ووعدهن زاعماً بعمل كل شيء في سبيل إعادة الأسرى.
ومن المتوقع أن تنطلق مساء غد (السبت) مظاهرات في نحو 80 موقعاً في عموم كيان “إسرائيل”، بحسب ما يسمى حركة “أحرار في إسرائيل”. وستجري المظاهرة الرئيسية في “تل أبيب”، وجاء في إعلان المنظمة أن “المظاهرة هي دعوة للترويج لصفقة التبادل وتحديد موعد للانتخابات”.
وما زال غالبية الخبراء والمطلعين في “إسرائيل” يشككون في نوايا نتنياهو، ويتهمونه بالتخريب المقصود للصفقة، حتى يظل لهيب الحرب مشتعلاً، ويضمن بذلك البقاء في الحكم.
وقال الجنرال في جيش الاحتياط، يتسحاق بريك، إنه بعد 6 لقاءات عقدها مع نتنياهو منذ بداية الحرب، بات على قناعة بأن الرجل لا يريد صفقة بتاتاً. وأضاف: “قبل 6 أشهر تحدثنا طويلاً عن محور فيلادلفيا، وكان واضحاً أنه يعرف القصة تماماً، ولكنه لا يعيرها أهمية، إنه يعرف أن الأنفاق بين سيناء المصرية وقطاع غزة قليلة جداً، ولا تشكل تهديداً أمنياً لإسرائيل، وأن هناك حلولاً كثيرة أخرى وأفضل لمعالجة نقاط الضعف الأمنية، لكن نتنياهو لا يريد أياً منها”.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود أولمرت، إن “نتنياهو لا يريد عودة الأسرى، لا توجد أي احتمالية للتوصل إلى تفاهمات في المفاوضات التي تجري في الفترة الأخيرة، التي يتوقع أن تستمر في الأسبوع المقبل، وربما الأسابيع التالية، من المرجح أن المفاوضات ستستمر من دون تقييد في الوقت، أو أنها ستنفجر في مرحلة معينة وتنتهي بجولة أخرى من العمليات العسكرية في الجنوب، وربما في الشمال أيضاً، حيث تستمر المواجهات العنيفة، وفي نهاية المطاف يتعين عليها أن تتطور إلى حرب واسعة، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل حزب الله، وردّ إسرائيلي بحجم لم نشاهده بعد، والتدهور إلى حرب شاملة، هذا هو التطور الوحيد الذي يخدم سلم أولويات نتنياهو”.