الثورة – اللاذقية – نعمان برهوم؛
تأثرت منطقة الريف الشمالي من محافظة اللاذقية بشكل كبير في موسم الري الماضي، ما شكل خطراً على الإنتاج الزراعي، ولاسيما بساتين الأشجار المثمرة من حمضيات، وأنواع أخرى من أشجار الفاكهة، وذلك نتيجة التضرر الكبير الذي نجم عن الزلازل.
وللوقوف على واقع عملية الري لهذا الموسم التقت “الثورة” مدير الموارد المائية في اللاذقية المهندس محمود قدار الذي تحدث:
أثر الزلزال الذي وقع يوم 6 شباط 2023 على معظم المرافق الخدمية في المحافظة، منها مديرية الموارد المائية، والتي تعتبر المرفق الحيوي الهام المعني بشكل مباشر بتأمين مياه الري للمزارعين، وذلك من خلال /14/ سداً عاملاً، و/54/ محطة ضخ، وشبكات ري وصرف يبلغ إجمالي طولها /2300/كم تقريباً.
وأضاف المهندس قدار: نظراً لكون محافظة اللاذقية زراعية بالدرجة الأولى، وكون الإنتاج الزراعي هو المصدر الأساسي لدخل معظم سكان المحافظة، ولارتباط الإنتاج الزراعي بالري بشكل مباشر، قامت المديرية منذ نهاية موسم العام الماضي بإجراء صيانات نوعية وابتكار حلول إسعافية لتأمين موسم ري جيد لهذا العام، خالٍ من الآثار السلبية التي خلفها الزلزال.
ومن أهم الصيانات التي تمت بشكل عاجل، صيانة خزان قسمين الذي يقع شرقي مدينة اللاذقية إلى الغرب من سد 16 تشرين تحديداً بالقرب من قرية قسمين، والخزان المصمم لإرواء الأراضي الزراعية بمساحة حوالي /5000/هكتار، وذلك من خلال تزويده بالمياه من سد 16 تشرين، واستغلال موقعه المرتفع على هضبة مفتوحة من الشرق والشمال والغرب.
وأشار إلى أن السعة التخزينية للخزان بالحالة القصوى 37.5 ألف متر مكعب، وأرضيته عبارة عن بلاطات إسمنتية ذات فواصل معزولة وجدران إسمنتية.
وبيّن أنه نتيجة للزلزال حدثت في الخزان شقوق، وهبوطات تفاضلية، وانزلاقات، ودوارانات في أرضية وجدران منشأة الخزان البيتوني، وهبوطات في الطريق المحيط بالخزان البيتوني، إضافة الى الهبوطات والتشققات في سفوح الهضبة من الجهة الشمالية والغربية، مما أدى الى تسرب المياه من الناحية الشمالية للخزان في أسفل الهضبة، وحدوث انزلاقات خطيرة في التربة، الأمر الذي أدى إلى خروج الخزان من الخدمة في نهاية موسم 2023، وبالتالي تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتوقف عن إملاء الخزان بالمياه، ومراقبة دائمة للخزان بالمشاهدات العينية والقياسات الطبوغرافية.
وعليه تم العمل على إنشاء خزان معدني ضمن الخزان بسعة تصل حتى 300 متر مكعب، مع توصيلات تمد شبكة الري بالمياه من هذا الخزان، والذي أدى الغرض المطلوب بهامش مناورة صغير خلال موسم الري الحالي.
وعن قناة MC1 بالدامات التي انهارت أجزاء منها محمولة بسبب الزلزال وتعرضت أجزاء أخرى لانزلاقات كبيرة، كشف المهندس قدار أن طول القناة 20كم، والغزارة التصميمية 8م3/ثا لإرواء مساحة 10000 هكتار من الأراضي الزراعية، وتمت الصيانة لها وإعادة بناء الجزء المحمول المنهار بطول 16 م.ط من خلال التعاون مع المنظمات خلال الشهر الرابع من هذا العام، كما تمت إعادة صيانة الأجزاء المنزلقة عند عبارة الدامات بالتنسيق مع مؤسسة الإسكان العسكرية الفرع /2/ كونها الجهة المنفذة.
وبخصوص محطة الضخ ديفة أشار الى تعرض المحطة إلى أضرار كبيرة إنشائية وميكانيكية وكهربائية، وبوشر منذ بداية الموسم الحالي بإعادة صيانتها، بالتوازي مع استمرار أعمال الضخ وقد تمت صيانة ثلاث مجموعات ضخ من أصل ست، ويتم تأمين الري للمزارعين وفق محور الفاخورة– قمين- قروصو- كلماخو بشكل جيد مع استمرار أعمال الصيانة.
وأكد أن الأعمال والصيانات المذكورة هي 30% من العمل المنجز في المديرية التي لاتزال كوادرها الفنية تعمل ليلاً نهاراً لتأمين موسم ري ناجح.
ونحن بدورنا نؤكد على أهمية الإجراءات التي اتخذتها المديرية لتفادي تعرض الأشجار الى اليباس الأمر الذي يعتبر كارثي بالنسبة للمزارعين في ريفنا الشمالي، وشكل الموسم الماضي تحدياً كبيراً في الحفاظ على بساتين الحمضيات، التي تعد مصدر العيش لأبناء المنطقة.