حوادث السير .. انفلات من الضوابط وطيش مجانين المقود ٨٥% مسؤولية قائد المركبة ومستخدم الطريق و٤٤% السرعة الزائدة
الثورة – رويدة سليمان:
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حادث سير ضحاياه أموات وعاهات وعجز كلي وجزئي، وما يترتب عليها من مشكلات اقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل مباشر على استقرار الدولة وأمنها.
هذا الهاجس الذي نعيشه في مركبة لا يلتزم سائقها بواجبه ويصبح المسيطر على الطريق بدون منازع لأنه يعتقد أن على جميع شاغلي الطريق أن يستجيبوا إلى هواه مستهيناً بالآخر ،ولا تفيد معه أي عبارات توسل من راكبي المركبة بحجة أنه يمتلك المهارة في القيادة، هو غير مبال ولا حذر من سيارات أمامه وخلفه ومن مشاة وراكبي دراجات ولكي نأمن مخاطر الطريق يجب أن يكون هدفنا الوصول بسلامة قبل أن نصل بسرعة إلى هدفنا المقصود .
حوادث السير أحد أمراض العصر الذي يجب تشخيصه وعلاجه، وتسليط الضوء عليه، والتوعية حول كل العوامل المسببة للحوادث للوصول إلى حالة “السلامة المرورية مسؤولية الجميع “وتحت هذا العنوان كانت ورشة العمل التي أقامتها وزارتا النقل والداخلية حيث أكد مدير إدارة المرور العميد خالد الخطيب أن قائد المركبة ومستخدم الطريق يقع عليه ٨٥% من المسؤولية والطرف الفني (المركبة) بأعطالها المفاجئة ١٠%والطريق بحالته ٥%.
وتشكل السرعة الزائدة ما نسبته ٤٤% من الحوادث و٢٣% تجاوز الإشارة الضوئية والمسكرات واستخدام النقال و١٦% لباقي المخالفات مثل القيادة من دون إجازة سوق واستعمال النور المبهر.
إحصائيات، هي خطوة العلاج الأولى للحفاط على أرواح الأفراد، ومن دورنا كإعلام المهم والضروري في نشر التوعية المرورية بين الناس نؤكد أن للأسرة مسؤولية كبيرة في تقليص هذا الاستنزاف البشري والمالي والخدمي فالأطفال ما بين الخمس والتسع سنوات كما تؤكد الدراسات المرورية هم أكثر عرضة للحوادث إذ إن الطريق ليست ملعباً، وعلى الأبوين أن يشرحا لأولادهما القواعد المرورية الأولية لنظام المرور فإشارة النور الأخضر في نظر الطفل عندما يكون بالسيارة تدل على الانطلاق تعني حق التقدم وعندما يكون الطفل ماشياً تنعكس الصورة لديه ويعتقد أن النور الأخضر للمشاة.
ونحن على أبواب المدارس لا بأس من مرافقة الأهل للأبناء في اليوم الأول وإرشادهم لاختيار ممرات المشاة المحمية ونقل خبرتهم بالنظر يمنة ويسرة قبل تجاوز الطريق، وابتعادهم عن نصائح جوفاء وتحذيرات وتهديدات قد تعرض الأبناء لحوادث بسبب ارتباكهم وقلقهم وخوفهم.
السلامة المرورية، هي الشعور بمسؤوليات كل فرد منا من قائد المركبة إلى المشاة إلى جودة وكفاءة الطريق والمواصفات الفنية (الطرق الضيقة والطرق ذات المفارق المتداخلة وعدم وجود الشاخصات الضوئية) إلى المعنيين بإجازات السوق في تأمين الراغبين بالحصول على رخص القيادة.