عبد الله عبد الدائم.. المفكر العروبي

الملحق الثقافي- رولا محمد السيد :

يعد الدكتور عبد الله عبد الدايم قامة فكرية تربوية رائدة، تمتعت بالريادة والمعرفة، وحب العلم والتفوق.
ما بين عامي 1924 – 2008 ما بين حلب وباريس وأصقاع الدنيا وكل المحافظات السورية وجميع البلدان العربية وغرب أفريقيا، عاش عبدالله سفيراً للإنسان السوري الحقيقي الذي يقدم صورة رائعة للإنسان السوري والمثقف السوري.
فكره القومي
تميز بفكره القومي ولعبد الدايم ما يزيد على خمسين مؤلفاً منها سبعة أعمال في الجانب القومي كالقومية العربية والتربية القومية والإنسانية، حيث توقع كثيراً، ما يطول القومية العربية اليوم وما يتعرض له المشروع الوحدوي.
ولا نرى أي انفصام بين مؤلفاته القومية ومؤلفاته التربوية لأن المسألة القومية للعروبة جزء لا يتجزأ من التربية الوطنية والثقافية الشاملة والدائمة والمنفتحة على التراث الأصيل والثقافات العريقة، أي إنه أصرّ على استشراف المستقبل وفق مبادئ الأمة في فهم روحها القومية ومنظومتها الخلقية والقيمية.
التجديد التربوي
تربوياً، يعد من رواد فكر التجديد التربوي في الوطن العربي، حيث دعا إلى تحديث التربية والتعليم، من خلال رصد المشكلات التربوية والظروف المحيطة بها، والعمل على إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة هذه المشكلة، واشتغل هذا المفكر على التربية العامة والتخطيط التربوي، وكان جلّ اهتمامه إنشاء جيل تربوي عربي متقدم فمزج بين الجانب العقائدي والتربوي، وطالب بتجديد التربية وجعلها تتماشى مع روح العصر فضلاً عن ترجمته العديد من الكتب التربوية وتبنيه الكثير من الأفكار التي تسهم في تطوير التربية والتخطيط التربوي.
أما الثقافة والتراث عند المفكر عبد الدايم فهو ينتمي إلى جيل الطليعة من المثقفين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية النهوض القومي العربي وتبعاته في مختلف ميادين الحياة، مستندين إلى تراث غني وعريق ومشرعين نوافذهم أمام تيارات الفكر العالمي والثقافة الوافدة.
استمد عبد الدايم ثقافته من التراث العربي والإسلامي، كما اشتغل على تغذية ثقافته بالفكر التنويري الغربي المعاصر وكان يرى أن الفلسفة التربوية لا تحددها النظريات وإنما الواقع المعاش.
لمحة عن حياة المفكر
ولد عام 1924 ورحل عام 2008..
وُلـِد عبد الله عبد الدائم في مدينةِ حلب سورية في أسرةٍ متوسـطة الحالِ عمل والده في أعمالٍ تجارية، ولحقت به خسائر كبيرة نتيجة ما جرى في حلب أيام الانتداب الفرنسي على سورية، وتعرَّض لنكَبات مادية، واضطرَّت سوء الأحوال المادية عبد الله إلى ترك المدرسة والانقطاع من أجل العمل وتأمين لقمة العيش والتعاون مع الأسرة.
نال الإجازة في الآداب – قسم الفلسفة من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الآن) عام 1946 بمرتبة الشرف الأولى، ودكتوراه الدولة في الآداب (تربية) من جامعة السوربون بباريس عام 1951 بتقدير مشرِّف جداً.
عمل مدرساً وأستاذاً بكلية التربية بجامعة دمشق، ورئيساً لقسم أصول التربية فيها، ووزيراً للإعلام (1962) و (1964)، ووزيراً للتربية (1966)، وأستاذاً وخبيراً في التخطيط التربوي (التابع لمنظمة اليونسكو)، والإدارة التربوية بالمركز الإقليمي لتخطيط التربية وإدارتها في البلاد العربية ببيروت، وأستاذاً بكلية التربية في الجامعة اللبنانية، وخبيراً في التخطيط التربوي بالمركز الديمغرافي بالقاهرة (التابع لهيئة الأمم المتحدة) ومديراً لمشروع اليونسكو لتطوير التربية في سلطنة عمان، وممثلاً لليونسكو ورئيساً لبعثتها في دول غربي إفريقيا، ورئيساً لقسم مشروعات التربية في البلاد العربية وأوروبا بمقر اليونسكو بباريس، وعضواً في لجنة تقويم النظام التربوي في دولة الكويت.
كان عبر مسيرته العلمية قامة فكرية قومية تربوية سورية تمتع بالعلم والمعرفة حيث أمضى سنوات من عمره بين فرنسا وسورية سفيراً للإنسانية.
وحمل عبد الدايم إجازة في الفلسفة من القاهرة ودكتوراه في التربية من السوربون مع مرتبة الشرف الأولى وشغل منصب وزير التربية والإعلام في سورية.
أما أعماله وأنشطته ومؤلفاته وأبحاثه وإسهاماته فهي كثيرة. ومن أهم الأعمال: (التخطيط التربوي أصوله وأساليبه الفنية – التربية التجريبية والبحث التربوي – التربية عبر التاريخ – التربية العامة وغيرها الكثير الكثير).
أهم دراساته:
– تجربة الوحدة العربية المصرية السورية
– فشل العمل الوحدوي ولم يفشل مبدأ الوحدة العربية
– صدر عنه كتاب بعنوان: (عبد الله عبد الدايم رجل التربية والفكر القومي) عن الهيئة العامة السورية للكتاب، إعداد وتوثيق د.إسماعيل مروة، ونزيه الخوري.
العدد 1202 – 27 -8-2024

آخر الأخبار
مواطنون لـ"الثورة": زيادة الرواتب أثلجت الصدور وأفرحت القلوب الفن التشكيلي في عيون النقد.. الحمد لـ "الثورة": اللوحة وجبة دسمة تُغري للكتابة عنها تفجير كنيسة مار إلياس.. قراءة في رمزية المكان وتوقيت الهجوم ومآلاته تفجير الدويلعة يوحّد السوريين: دم واحد في وجه الإرهاب دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي