الملحق الثقافي – رنا بدري سلوم:
يغيب عنا مسرح الأطفال، المسرح الذي يحتاجه كل طفل يتجاوب بوعي مع كل ما يعرض على خشبته، يلبي حاجاته من التربية والتعليم لما فيه من غاية في تعزيز الجمال والمعرفة وإشباع ما يحتاجه الطفل في التجسيد الفني لمبدأ الأخلاق والثقافة والتكيّف الاجتماعي.
هل نحن مقصرون أمام هذه الخشبة؟ وأهميتها في ضرورة تلبية احتياجات الطفل كالإعداد الأخلاقي والثقافي والاجتماعي وحتى الجمالي عبر إسهامه الفاعل في التجسيد الفني لتطوير نمو الطفل الحركي واللغوي والحسي والفكري والعقلي والخيالي والجمالي، فمسرح الطفل يمتاز بمكونات جمالّية للعرض المسرحي كالمناظر والأزياء والأضواء والألوان والمؤثرات الصوتيّة والموسيقية والإيقاعيّة والغنائية وغيرها.
والذي استغربه لدينا مخزون هائل من قصص الأطفال المحلية التي يسهم كتّابها بشكل كبير في توعية الطفل عبر الدوريات الأسبوعية والشهرية، وهنا السؤال لماذا لا يتم التشبيك مع القائمين على مسرح الطفل للتعاون الدائم ولا تقتصر العروض المسرحيّة على أيام الأعياد تحت عنوان فعالية ظاهرة الطفولة؟، ولا ننسى أن المسرح يلعب دوراً بارزاً في حياة الطفل فكما ذكرت المراجع إن حاجة التوجيه هو ما يحتاجه الطفل أبرزها توجيه طاقاته الإنسانيّة المتعددة ومنها طاقته في التعبير الصوتي والحركي والتمثيل ودقة الملاحظة والإلقاء وحسن النطق والأداء وإبداء الرأي والجرأة في النقد والمسرح مؤهل إلى توجيهه إلى ذلك توجيهاً سليماً.
يبقى أن تتضافر الجهود أمام هذه الخشبة المنسيّة، كتّاباً وفنانين ومخرجين للنهوض بهذه الخشبة التي تربط الطفل بالحياة لتخلق منه طفلاً ذكياً ونبيهاً ومفكراً يحتاج إلى الخيال والأفق الواسع لتنشيط قدراته على المحاكاة والتفكير والتخيّل والتأمّل، وهو ما يركز عليه المسرح وعوالمه التي تتوجّه إلى الطفل وتتوسّل مخيلته ، فخيال المسرح حين يتصل بخيال الطفل يصبح هو الطفل والطفل هو المسرح، وهذا التلازم الذهني والموضوعي هو المؤشر إلى علاقة الطفل بالمسرح وعلاقة المسرح بالطفل وفقاً لمراجع مسرح الطفل، وهو أمر يستدعي الاهتمام بجهود الجميع للنهوض بمسرح الملائكة التي تستحق ديمومة الحياة وفرحها.
العدد 1202 – 27 -8-2024