الثورة – يمن سليمان عباس:
ربما يستشرف ما هو قادم في زمن التوحش والطغيان والحروب..
شاعر فرنسي كان ومازال ملء المتابعة والدراسة له الكثير من الأعمال ومازالت تترجم إلى العديد من اللغات.
بطاقة
كاتب فرنسي شهير، ولد في 4 شباط 1900 في نويي سور سين، وتوفي في 11 نيسان 1977 في أومونفيل.
اشتهر في فرنسا والعالم الفرنكفوني ببساطة كلماته وسلاسة قصائده مما جعلها تدرس بكثافة في المناهج الدراسية لتلك الدول كما اشتهر بكتابته للقصص القصيرة وسيناريوهات الأفلام، وترجمت أعماله إلى عشرات اللغات.
نقدم اليوم قصيدته أغنية من دم وقد تمت ترجمتها من قبل أكثر من مترجم.. المقاطع المختارة ترجمة الدكتور والشاعر راتب سكر وقد نشرت في مجلة جسور السورية العدد ٣٣.
والقصيدة من ديوانه الأشهر المنشور في العام 1946 “كلام”، وفيها يجعل من موضوعها عموداً يمسكه ويدور حوله فلا يحيد عنه، وينقل القارئ إلى هذا الجو من الدوران عبر مشاهد يومية معاشة، ليشعر القارئ أنه معني بها أينما كان وفي أي عصر كان، حيث لا ترتبط الرموز فيها ولا التعابير ببلد معين أو بزمن محدَّد. قصيدة مليئة بالدم والحياة.
أغنية من دم
برك من دم تغطي العالم
أين يذهب كل هذا الدم المراق؟؟
أهي الأرض تشربه وتسكر؟؟؟؟
عجبا للسكر آنذاك
ليتها عاقلة… ليتها رتيبة…
لا الأرض لا تسكر أبداً
الأرض لا تنحرف عن مدارها أبداً
هي تتابع بانتظام مواسمها
فصولها الأربعة.
المطر… الثلج…
البرد… الطقس الجميل
وبجهد جهيد تسمح لنفسها من حين إلى حين
ببركان صغير تافه
هي ذي الأرض تدور
تدور مع أشجارها… حدائقها… منازلها
تدور مع برك واسعة من دم
و الكائنات الحية تدور معها وتنزف…
هي غير آبهة لذلك
الأرض
تدور والكائنات الحية تتابع النحيب
هي غير آبهة لذلك
هي تدور
لا تتوقف عن الدوران
والدم لا يتوقف عن الجريان
أين يذهب كل هذا الدم المراق؟؟
دم الاغتيالات… دم الحروب…
دم الشقاء…
دم الرجال المعذبين في السجون…
دم الأطفال يعذبهم أب وأم غير مبالين…
ودم البائسين في الأكواخ
ودم بناء السطوح
إذ ينزلق واقعا من أعلى البناء
والدم المتفق مع المولود الجديد…
مع الطفل الجديد…
الأم تصرخ… الطفل يبكي…
الدم يجري… الأرض تدور
لا تتوقف عن الدوران
والدم لا يتوقف عن الجريان
أين يذهب كل هذا الدم المراق؟؟
دم المهمين… والمهانين
المنتحرين… القتلى رميا بالرصاص…
المحكومين بالإعدام…
ودم أولئك الذين يموتون مصادفة…
بحادث…