يوم عمل ميداني في مدينة عدرا العمالية.. افتتاح مؤسسة الرعاية الصحية بعد تأهيلها.. وتكريم عمال إسمنت عدرا ومطحنة تشرين
الثورة – ريف دمشق – غصون سليمان:
تنفض مؤسسات القطاع العام يوماً بعد يوم عن كاهلها تعب السنين وترتقي بعملها نحو الأفضل بعدما أعيد لها نبض الحياة وإيقاع الوجود بدعم وإصرار كفاءات وخبرات هذه القطاعات بإشراف ورعاية المنظمة النقابية العريقة الاتحاد العام لنقابات العمال والجهات المعنية.
واحتفاء بيوم عمل ميداني في مدينة عدرا العمالية والوقوف على أرض الواقع قام عضو اللجنة المركزية للحزب رئيس المكتب العمالي المركزي لحزب البعث العربي الاشتراكي اللواء ياسر شاهين، ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري، ومحافظ ريف دمشق أحمد إبراهيم خليل، ورئيس اتحاد عمال دمشق ورؤساء مكاتب النقابات، وأعضاء فروع الحزب والاتحادات المهنية بافتتاح مؤسسة الرعاية الصحية العمالية “مستوصف عدرا” العيادات الشاملة بعد إعادة تأهيله وتأمين مستلزمات الأجهزة الطبية والدوائية بعدما تعرض لتخريب ممنهج وغيره من المنشآت الحيوية للتخريب والتدمير من قبل العصابات الارهابية حين غزت المدينة. واطلعوا بعدها على واقع السوق التجاري بالمدينة، والمؤسسة السورية للتجارة “صالة عدرا العمالية وفرن المدينة الذي شهد أفظع عملية إجرام وقتل حين وضع الإرهابيون عمال الفرن ببيت النار، وتابع المعنيون جولتهم في مؤسسة إسمنت عدرا ومطحنة تشرين في عدرا البلد واطلعوا على جميع أقسام المعمل والمطحنة وآليات العمل والصعوبات التي يواجهونها.
– حمت المعامل..
وبهذه المناسبة عبَّر اللواء شاهين عن سروره وسعادته بلقاء الطبقة العاملة في مواقع عملها فهي التي حمت المعامل والمصانع والمؤسسات في مختلف الظروف التي مرت على بلدنا، فكانت وستبقى اليد المنتجة، فلها كل الاحترام والتقدير والفخر.
وأضاف أثناء تكريم عمال مؤسسة إسمنت عدرا ومطحنة تشرين؛ إن مدينة عدرا العمالية التي قدمت التضحيات الجسام على جميع المستويات ووقفت بناسها وعمالها ضد العصابات الإرهابية وضد القهر والظلم والعدوان فهي تستحق كل الدعم والرعاية والاهتمام، مؤكداً على دور الطبقة الكادحة في صمود الوطن والحفاظ على مقدراته.
وخاطب اللواء شاهين العمال قائلاً: أنتم القدوة والأساس، وأنتم اليد الضاربة في المجتمع، وأنتم من حميتم الوطن في ميادين الإنتاج والقتال إلى جانب جيشكم العقائدي، بما قدمتموه من دعم لوجستي ومعنوي.
وبيَّن عضو القيادة المركزية للحزب أن مارأيناه اليوم في معمل إسمنت عدرا من إنتاج وإنجاز وعمل دؤوب يسر البال ويرفع الطاقة الإيجابية لدى الجميع، مثمناً تفاني وتضحيات العمال في عملهم خاصة في هذه الظروف الضاغطة، ورغم ذلك يقدمون أقصى مالديهم من تعب وجهد وصبر، لافتاً في هذا السياق إلى وجوب الاهتمام أكثر بواقع الصحة والسلامة المهنية والأمن الصناعي في هكذا صناعات خطيرة.
– تذليل الصعاب..
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ذكر أننا كطبقة عاملة نتشرف بعطاءات العمال وتضحياتهم وتفانيهم وإخلاصهم في عملهم، مشيراً في لقائه الأخوة العمال في مواقع عملهم وتكريمهم أنكم أنتم من ترفع بكم الرؤوس وتشمخ الهامات حين تعملون في ظروف عمل صحية صعبة بكل جلد وصبر، فكل الأيدي المعطاءة هي أهل للتكريم، لافتاً أن صناعة الإسمنت تعتبر من الصناعات الخطيرة ما يتطلب من الإدارة والاتحاد العام وجميع الجهات المعنية معالجة واقع الصحة والسلامة المهنية، وتوفير اللباس اللازم للأخوة العمال، مؤكدأ عمل الاتحاد على تذليل الكثير من العوائق والصعوبات المتعلقة بواقع العمل والعمال لناحية الأمن الصناعي.
وأثنى رئيس الاتحاد على جهود العمال رغم قدم الآلات وظروف العمل الصعبة وتداعيات الحرب العدوانية على مدينة عدرا العمالية وما حصل فيها من ويلات يرتقي إلى جرائم الحرب على يد العصابات المجرمة، ورغم كل هذا الضيم تبقى إرادة الحياة لدى عمالنا ومواطنينا ومدى تمسكهم بقضيتهم و انتمائهم لوطنهم فوق كل اعتبار.
– خطة الاتحاد صيانة ماأمكن..
رئيس اتحاد عمال دمشق وريفها عدنان الطوطو بيَّن في لقاء لـ “الثورة” حول أهمية هذه الفعالية من أنها تنطلق من خطة عمل اتحاد عمال دمشق وريفها وتوجيهات الاتحاد العام لنقابات العمال لإعادة وتأهيل وصيانة ما أمكن من المؤسسات ولاسيما الخدمية منها، حيث يقطن مدينة عدرا العمالية اليوم مئة ألف مواطن، ومن يحتاج إلى أي خدمة طبية يجب عليه الذهاب إلى مشفى مدينة القطيفة أو العاصمة دمشق، ناهيك عن الأعباء المادية والمعنوية وحركة المواصلات، ما استدعى الإسراع في تأهيل وصيانة مؤسسة الرعاية الصحية العمالية” مستوصف عدرا ” العيادات الشاملة بخبرات وكفاءات وطنية نعتز ونفخر بها، حيث كان المركز قبل الحرب العدوانية يخدم جميع شرائح المجتمع والبيئة المحيطة بعدرا العمالية .
ووجه رئيس الاتحاد التحية والتقدير والامتنان للمؤسسة العسكرية ورجال الجيش العربي السوري الذين أعادوا للمدينة حريتها وأمانها بفضل تضحياتهم التي لا تقدر بثمن.
– تغلبنا على الصعاب..
مدير مؤسسة الرعاية الصحية العمالية” في دمشق وريفها الدكتور أنس محمد الخطيب أوضح في حديث لـ “الثورة” أن مؤسسة الرعاية الصحية هي مؤسسة خدمية تقدم الرعاية الصحية العمالية في دمشق وريفها، وحين استلامنا للمركز ” مستوصف عدرا العمالي العيادات الشاملة بعد تحرير المدينة من شرور ومخلفات الإرهاب، كان واقع المركز يرثى له حيث جميع الأجهزة مقطعة الاتصال فكان التصميم والقرار على عودة الحياة للمركز من خلال الجهود التي بذلتها خبراتنا وكفاءاتنا الفنية الوطنية وتأمين المركز من المستلزمات الطبية، نظراً لحجم التكلفة العالية للأجهزة الحديثة ونحن في وضع لايسمح مادياً بتأمينها، لذلك كان الاعتماد على الذات وأعيد تأهيل المركز بكافة أقسامه وأهمها وحدة الأشعة” التصوير الشعاعي” وعيادات العينية، الأذنية العظمية، الداخلية، النسائية، السنية، الأطفال، والمخبر وغيرها.
والأهم بنظر الدكتور الخطيب هو توفر الدواء من خلال صيدلية المركز والتي تشمل كافة الأدوية المطلوبة.
ولفت مدير مؤسسة الرعاية أن دوام المركز من الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى العاشرة والنصف ليلاً مع وجود عيادة إسعافية مسائية للحالات الطارئة إضافة لجميع العيادات الشاملة، مشيراُ أننا وصلنا إلى نتيجة مرضية إلى حد ما، بعد تأمين الخدمات الصحية لقاطني مدينة عدرا العمالية فهم يستحقون تقديم أقصى طاقات الخدمة والرعاية.
وفي لقاء آخر مع الصيدلانية هبة الشعراني- مسؤولة الصيدلة بمؤسسة الرعاية الصحية، بينت أن الأدوية يتم تأمينها حسب احتياج الأطباء وحالات المرضى وهي ليست فقط لمراجعي المركز الصحي وإنما لخدمة سكان المدينة، فحسب الروشيتات التي تصرف من الصيدلية يتم تأمين المطلوب عن طرق المستوصف المركزي.
وعن أهمية المؤسسة الصحية ذكرت الشعراني انها تنبع من الخدمات المقدمة بأسعار رمزية مقارنة بغيرها خاصة وأن أغلب سكان المدينة هم موظفون مايوفر عليهم الكثير من الأعباء المادية والنفسية.