41 شهيداً في اليوم الـ 326.. والاحتلال يمارس سياسة «النزوح تحت الموت» المقاومة الفلسطينية تقتل وتصيب العديد من جنود العدو باستهداف تجمعاته وآلياته بدير البلح
ناصر منذر
لليوم السادس والعشرين بعد الثلاثمئة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، وتمارس قواته خلال توغلاتها في المناطق السكنية بالقطاع سياسة تشريد المدنيين تحت نيران أسلحتها وقذائفها العشوائية، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها البطولي لقوات الاحتلال وتكبدها المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد على مختلف محاور التوغل في القطاع المنكوب.
وفي هذا السياق، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها فجرت عبوة مزروعة مسبقاً بآلية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي جنوب حي تل الهوا بمدينة غزة، مشيرة إلى أنها نفذت عملية استحكام مدفعي، استهدفت خلالها تجمعات جنود الاحتلال وآلياته شرقيّ دير البلح بقذائف الهاون، ثم استهدفت قوات النجدة التابعة للاحتلال والتي حضرت إلى المكان برشقة صاروخية من نوع «107».
كما استهدفت خط الإمداد لقوات الاحتلال في موقع «كيسوفيم» بصاروخين من نوع «107»، واستهدفت أيضا تحشدات لجنود الاحتلال وآلياته في محور شرقي دير البلح، بقذائف «الهاون». واستهدف مقاتلو المقاومة دبابة للاحتلال شرقيّ حي الزيتون بالعبوات شديدة التفجير والقذائف المضادة للدروع واشتبكوا مع طاقمها من مسافة صفر ما أدى إلى وقوع جميع أفرادها بين قتيل وجريح وتدمير الدبابة.
من جهة أخرى استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي استهدف خلالها الاحتلال الأحياء السكنية بمناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 41 شهيداً و113 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 326 على القطاع ارتفع إلى 40476 شهيداً و93647 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبها ذكرت وكالة وفا أن الاحتلال قصف بالطيران منازل في حي التفاح بمدينة غزة ومخيم المغازي وسط القطاع وخان يونس جنوبه، فيما قصفت مدفعيته المناطق الشرقية من دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 21 فلسطينياً وإصابة العشرات.
ونسف طيران الاحتلال مباني سكنية شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع، بينما توغلت آلياته غرب المدينة.
وأفادت الوكالة بانتشال 4 شهداء إثر قصف الاحتلال شقة سكنية بحي التفاح شرق مدينة غزة، كما انتشلت الطواقم الطبية والدفاع المدني 6 شهداء بينهم طفلة، و3 نساء بعد قصف صاروخي استهدف شقة سكنية بشارع اليرموك في مدينة غزة.
واستشهد سبعة فلسطينيين بينهم أطفال ونساء عقب استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في برج «هديل» بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بعدد من القذائف.
واستشهد كذلك 4 فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح، في قصف الاحتلال منزلاً في مخيم خان يونس، جنوب قطاع غزة، كما طال القصف المدفعي عدة مناطق شرق مدينة خان يونس، تزامنا مع شن الطيران الحربي غارتين جويتين.
وفي سياق متصل، قال الدفاع المدني في قطاع غزة، إن قوات الاحتلال تنتهج خلال توغلاتها في المناطق السكنية بقطاع غزة «سياسة تشريد المدنيين تحت نيران أسلحتها وقذائفها العشوائية».
وشدد الدفاع المدني في بيان على أن «سياسة النزوح بالموت التي تنفذها قوات الاحتلال في المناطق التي تعاود التوغل فيها قد فاقمت من صعوبات عمل طواقم الدفاع المدني، وحالت دون الوصول إلى المواطنين الفلسطينيين الذين يحاصرون في هذه المناطق خاصة الذين يصابون ويصل بهم الأمر إلى الموت».
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الطفل بالتدخل لمنع الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في هذه السياسة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن ما لا يقل عن 84% من قطاع غزة أصبح الآن ضمن منطقة الإخلاء، مقدرة أيضا أن 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة نزحوا خلال فترة الحرب.
وقد أصدر الاحتلال أكثر من 13 أمر إخلاء منذ 22 تموز، الأمر الذي أدى إلى تقليص مساحة المنطقة الإنسانية التي أعلنتها قواته في بداية العدوان بشكل كبير.
وقالت الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء صدرت في آب وحده كل يومين تقريبا وأدت إلى تشريد ما يقرب من 250 ألف شخص.