الكاتب والصحفي المصري أشرف كمال في حوار مع «الثورة»: سورية راعية الأدب وحاضنة الثقافة.. وستبقى ما بقي التاريخ
لينا إسماعيل
إيماناً منه أن احتضان التجارب الثقافية العربية ينمي إمكانية الإنسان الفكرية، ويجعله قادراً على التواصل الإيجابي المثمر، ورغبة منه في الانعتاق من قوقعة النتاج الأدبي والثقافي المرتبط بجغرافية أو بيئة معينة، ترسخ الانعزال مهما كانت استدلالاتها..
استطاع الكاتب والصحفي المصري أشرف كمال أن يجمع كوكبة من رواد الأدب والثقافة العربية، مع مواهبها الواعدة عبر توليفة تواصل لحظي مميزة ليس من حيث تجاوز المسافات الجغرافية والفكرية فحسب، وإنما من خلال بلورة إستراتيجية النهوض وتحفيز المشهد الثقافي العربي نحو تجاوز الركود، ومواجهة تحديات الوصول اللائق لكل بيت عربي.
وفي حوار أجرته «الثورة» مع الكاتب والصحفي أشرف كمال.. أوضح أن منبر صحيفة «الرواد نيوز» التي يترأس تحريرها، استطاع تحقيق هذه الأهداف من خلال استقطاب أقلام رواد الأدب والثقافة العربية من جهة، وإنصاف المواهب الواعدة التي وجدت لها منصة تعريف واسعة، وقد ساهمت بالتوازي مع ملتقيات عربية ودولية، سواء من خلال اللقاءات المباشرة، أم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في صنع خط دفاع أول قادر على مواجهة الأهداف الممنهجة لطمس هويتنا العربية، وإزاحة النتاج الثقافي والأدبي العربي عن دائرة المشاهدة والاطلاع.
وأوضح أهمية تبادل الثقافات، وتعزيز الحوار بين الحضارات، واحترام التنوع الثقافي انطلاقًا من الرصيد التاريخي العريق، القائم على التفاعل الإيجابي بين مقومات الوحدة والتنوع، وهو ما سعى إليه من خلال فتح الآفاق مع الآخر لتعميق الفكر المشترك وإثراء المشهد الثقافي العربي.
أما عن حبه لسورية.. الذي أعلنه في أكثر من لقاء، فقد أكد أنه رغم كل الشدائد التي ألمت بها، مازالت سورية راعية للأدب، وحاضنة للثقافة، وستبقى ما بقي التاريخ، تهديه ياسمين روحها، مضيفاً أن كل ركن في سورية لحن، وكل زاوية فيها قصيدة تروي حكايات خالدة عن عبق المكان وقدسيته.
الجدير بالذكر أن أشرف كمال ابن عروس الصعيد (محافظة المنيا)، وهو كاتب صحفي في جريدة الوفد، ورئيس النقابة العامة للصحافة والطباعة والإعلام والكتاب والمفكرين والقنوات الفضائية المصرية، رئيس مجلس إدارة صحيفة الرواد نيوز المصرية الناطقة بلسان أعضاء ملتقى رواد ومبدعي العالم.
وعن هذا الملتقى أوضح أنه منظمة ثقافية اجتماعية فكرية تعليمية لا تتوخى الربح، وتهدف إلى رفع مستوى الإنسان بشكل عام، ودعم الطاقة الشابة الناشطة في تلك المجالات من مختلف البلدان فهي تجمع حتى اليوم كتاباً وأدباء من (مصر- سورية- تونس- لبنان- فلسطين- الأردن- العراق- المغرب- اليمن- السعودية- السودان- الجزائر- ألمانيا- رومانيا- كندا- النمسا- صربيا- أميركا- سنغافورة).
له أربعة إصدارات لمجموعات قصصية، وخواطر تم عرضها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي (انكسار الفؤاد، اغتيال البراءة ، نزيف الروح، من وصاياها) عبر من خلالها عن لواعج وجدانية، وهواجس تسكن المواطن العربي الذي يخوض صراعاً عاتياً مع مستجدات العصر المادية، ومفاهيمه المتغيرة.
وفي هذا السياق عبر قائلاً: الفكرة كانت هشة كورقة ياسمين خجولة، امتشقت الحرف وصارت سنديانة تعاند بصبر وعنفوان عربي أسمر السطحية والخواء، ولهذا لم يكتف بالنثر والمقالة الصحفية، وإنما اتجه نحو الشعر، فكانت له العديد من التجارب الشعرية أبرزها قصيدة (يا رائع الصمت) التي نشرت ضمن ديوان (رياحين الجازية).
ووسط هذا الزخم الإبداعي كان حاضراً أيضاً في مهرجانات ثقافية محلية ودولية شملت، (لبنان- سورية- تونس)، وتم تكريمه بجائزة الإبداع ممثلاً عن جمهورية مصر العربية، كما نظم بعلاقاته الدولية العديد من المهرجانات الثقافية والأدبية نذكر منها: مهرجان (أسبوع في حب مصر) بمحافظة الفيوم، وذلك بمشاركة 41 دولة عربية وأفريقية عام 2016.. ومهرجان (مصر في عيون العرب) في محافظة المنيا، وذلك بمشاركة 50 دولة عربية وأفريقية عام 2017.
ويضاف إلى رصيده في توثيق النتاج الأدبي والثقافي العربي، والترويج له تنظيم العديد من المسابقات لمختلف صنوف الأدب والفكر العربي، كان آخرها المسابقة الثقافية الدولية التي تضمنت مسابقات محمد حسنين هيكل للمقال الصحفي، ومسابقة محمد الماغوط لقصيدة النثر، وغيرها.
أما مفهوم الكتابة لديه فقد لخص لنا مسيرته الإبداعية ومبتغاها، واصفاً إياها بفن التورط في التفاصيل الصغيرة، (الكتابة هي أن تسافر بلا حقائب وبلا وجهة محددة ولا مواعيد معلومة للرجوع، هي نور الحرف الذي يعكس وجهاً آخر للحكاية).