لاغرو أن نرى أنديتنا متأرجحة بين الفضاء والأرض، فتارة نجد بعضها في مركز الأضواء متلألئة في حيزها الضيق، بين أترابها، لديها فائض في كل شيء تقريباً، فائض في البحبوحة والإمكانات المادية، فائض في استقطاب أبرز النجوم وأهم المدربين، وجيش عرمرم من الإداريين وأصحاب الصفحات الزرقاء ومنصات ومواقع التواصل الاجتماعي..!! وتارة نجدها في أزمة مالية خانقة، ترخي سدولها على كل ما حولها، تستجدي كسرة الخبز؟!
قد يخيل للبعض أن هذا الأمر جزء من عالم عجائبي متصل بسيرورة الأيام وتقلبات الدهر، لكنه ليس كذلك بالتأكيد، لمن يراقب عن كثب ويدرك أن صعود أنديتنا على سلم الاهتمام والقدرة على إغراء أبرز اللاعبين، واستمالة أكثر المدربين خبرة وشهرة، ليس إلا تجلياً لمبادرة فردية، ونتيجة لجهود شخصية، الذين تستهويهم روح المغامرة، أو تدفعهم الرغبة في الأضواء وعالمها المثير لكسب المزيد من الشهرة والبروز، بما يتوافق مع متطلبات النفس البشرية..
ليس ثمة أندية، بالمفهوم العام للنادي، على خارطتنا الاحترافية الرياضية، بل مجرد تجمعات تمارس الرياضة، أو مايشبهها، إن صح التعبير، تتوهج بسرعة إن حظيت بمتبرع سخي مكتنز، وتنطفئ بسرعة أكبر، إن تخلى عنها الداعمون…ليس هناك استثمار حقيقي لمواردها الذاتية، وبعضها بلا موارد أصلاً، ولا موازنات ولا خزائن، بطبيعة الحال.
أندية تبحث عن ألقاب وإنجازات محلية آنية، ولا تدور في خلدها، فكرة بناء أوتأسيس، وجميع الفئات، ليست سوى عالةٍ على فرق رجالها، وبالمحصلة ليست محترفة وليست هاوية أيضاً.

السابق
التالي