الإعلام ومصيدة الخطأ

في قلب الحرب القائمة في غزة وساحات القتال الأخرى تبدو معركة الخداع الإعلامي قائمة، ومحاولات تمرير الروايات بمختلف أشكالها، ومن المهم أن لا ينجر الإعلام المقاوم والمدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني سواء أكان عربياً أو أجنبياً وراء الأكاذيب والدعاية الصهيونية المرافقة للحرب على الشعب الفلسطيني، ومن هذه الأساليب الخداعية التضليلية التي تتيح أو تحاول شرعنة وتبرير الإجرام والمقتلة الحاصلة بحق الشعب الفلسطيني ما يردده القادة المجرمون الصهاينة بأن إسرائيل تعيش معركة وجود، ومع القناعة أن هذا الكيان الصهيوني اللقيط والطارئ على المنطقة وتاريخها وثقافتها وهويتها وجغرافيتها إلا أن هدف الساسة والعسكريين الصهاينة من وراء ترويج هذه المقولة هو تبرير كل ما يقوم به جيش الاحتلال وعصاباته الإرهابية تحت ذريعة أنهم يخوضون معركة وجود أي حياة أو موت، وبهذا المعني يبرر أو يشرعن لمن يخوض معركة وجود أن يستخدم كل أشكال القوة والعنف لجهة الدفاع عن الوجود والبقاء والاستمرار، وبالتالي يصبح الاستخدام الجائر للقوة مقبولاً أو مسموحاً شأنه شأن من يستخدم القوة للدفاع عن النفس، وهو أمر مشرعن قانوناً من هنا تأتي أهمية عدم الانسياق وراء هذه الرواية حتى لو كانت صحيحة وممكنة، والرواية الخداعية الأخرى التي يسوقها إعلام العدو وساسته أنه لو قبل السفاح نتنياهو وقف إطلاق النار فإن الائتلاف الحكومي مع التيار الديني المتطرف سيسقط من خلال خسارته الأكثرية في الكنيست، وبالتالي يتم تشكيل حكومة من المعارضة أو خوض انتخابات جديدة، وهنا تظهر اللعبة والخديعة، وهي أنه كي يبقى الائتلاف ما بين التيار القومي المتطرف والديني المتطرف قائماً لابد من استمرار القتال والحرب والسباحة في الدم الفلسطيني حتى لا يفرط عقد الائتلاف وتسقط الحكومة ما يعني بشكل غير مباشر محاولة تبرير استمرارالحرب والمجازر بحق الشعب الفلسطيني ولاسيما في غزة والكذبة أو الخديعة الأخرى هي الرواية الصهيونية بأن الحرب والمعركة هي ضد حركة حماس للقضاء عليها والسيطرة على غزة بينما واقع الحال هو أن الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وحيثما تواجد شعب فلسطيني مقاومة فلسطينية أو أية مقاومة لهذا الكيان والدليل على ذلك ما يجري في الضفة الغربية وجنوب لبنان وغيرها من الساحات بهدف القضاء على أية حالة مقاومة وطرد السكان الفلسطينيين من كل أرض فلسطين وضم كل ما هو محتل أي ليس فقط تهويد فلسطين بالكامل بل صهينتها وتهويد المنطقة العربية الممتدة من مصر مروراً بالحجاز وبلاد الشام والعراق تحت مسمى الاتحاد الإبراهيمي، وهو ما روج له وجرى ويجري الاشتغال عليه بشكل عملي منذ أكثر من عشر سنوات وكفكرة ومشروع منذ عام 1992 وتبناه بشكل عملي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحت مسمى صفقة القرن والسلام الاقتصادي واتفاقات إبراهام. وقد إشار إليه وتحدث به رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو في خطابه وكلمته أمام الكونغرس الأميركي قبل شهر ما يعني استمرار الاشتغال على هذا المشروع الذي يهدد هوية المنطقة ووجودها وكيانيتها.
وبالإشارة إلى ما جرى التحذير منه لابد لجميع وسائل الإعلام المتصدي والناقل للصراع القائم ولاسيما الإعلام المواجه لآلة الحرب الصهيونية الأميركية من التنبه والتدقيق في كل رواية يقدمها الإعلام الصهيوني ورديفه وحليفه الغربي وعدم تردادها ونقلها سواء أكانت خبراً أو تصريحاً لمسؤول إسرائيلي أو غيره من حلفائه وداعميه، فحرب المصطلحات والروايات والسرديات قائمة منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، وستستمر حتى تنتهي هذه الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني والتي لن تكون إلا في صالح أبناء هذا الشعب العظيم الذي قدم أمثولة في الشجاعة والتضحية والصمود والتمسك بالمبادئ لم يسبقه إليها باعتقادنا شعب آخر.

 

 

آخر الأخبار
إلغاء ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" في سوريا إثر تصريحات مسيئة محافظ حلب: تعزيز القيم الأخلاقية وتطوير الأداء المؤسسي تعاون بين التعليم العالي وسفير فلسطين لتطوير معهد "فلسطين التقاني" وزير الدفاع يعزي أسر شهداء الجيش العربي السوري ويواسي المصابين اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق بأحداث الساحل تعقد غداً مؤتمراً صحفياً حول نتائج عملها وزير الإعلام: الحكومة تعمل بجهود حثيثة لنزع فتيل التوتر في السويداء الشائعات.. وجه الحروب الآخر وزير المالية يؤكد استمرار صرف رواتب العاملين في السويداء من دون انقطاع وزير التعليم العالي: دعم البحث العلمي أساس البناء والنهضة ليث البلعوس ينفي تهم التأزيم: لسنا طرفاً في مؤامرة ورفضنا تحويل السويداء إلى ورقة ضغط "الفرش البارامتري".. في معرض لطلاب الهندسة المعمارية بحمص بحث توسعة المدينة الصناعية بحسياء على 20 عقاراً أهالٍ من طرطوس: سوريا الجديدة واحدة موحدة من دون تقسيم " الثورة " في جرمانا ... إصرار على ألا تنكسر الحياة الوحدة الوطنية.. خارطة طريق السوريين نحو العبور الآمن الاستثمار في الأوراق المالية.. فرص ومزايا لتوظيف مالي طويل الأجل السويداء بلا خدمات باراك: دمشق نفذت تعهداتها ولم تخطئ في أحداث السويداء "حرب الكلمة".. بين تزوير المعنى وتزييف الحقيقة أسعار جنونية للشقق السكنية رغم الركود الحاد!