الثورة – حلب – فؤاد العجيلي:
لأنها مصدر الإلهام، وبوح القصيد، كانت “الأنثى” هي المخاطبة في أمسية شعرية استضافتها دار الكتب الوطنية بحلب تحت عنوان “الشِعرُ وَردِيُّ”، والتي أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب.
أربعة شعراء جسدوا الواقع الذي آل إليه الوطن جراء الحرب التي تعرض لها، والتي استهدفت تدمير القيم التربوية والاجتماعية والأفكار البناءة، ولكن بالرغم من ذلك بدأ الوطن ينهض من جديد من بين الركام معلناً ولادة فجر جديد مبدؤه ونقطة انطلاقه هي المرأة.
الشاعر محمد حجازي والذي عنون قصيدته تحت اسم “فاطمة” حاول أن يسرد لنا وبلغة شعرية ما تعرضت له البلاد من خراب ودمار، وكيف أن المدينة– وهي حلب- صمدت، وهي الآن تنهض من جديد.
في حين حلقت الشاعرة ميلينا عيسى والقادمة من مدينة أبي الفداء “حماة” مناجية الوطن الذي حمل اسم “مريم” لأن مريم هي رمز الأمل بالرغم من الألم الذي تعرضت له.
أما الشاعرة والإعلامية انتصار سليمان القادمة من دمشق فقد كان الأب هو عنوان قصيدتها حيث وجهت من خلال كلماتها الخطاب إليه، لتنهي مشاركتها بقصيدة غزلية عنوانها “أعطني قبلة” لتؤكد أن الشعر هو بوح الخاطر.
وكان ختام الأمسية مع الشاعر مزعل المزعل الذي كانت “ريماس” عنواناً لقصيدته التي ناجى من خلالها معشوقته، كاشفاً الواقع الذي آلت إليه البلاد نتيجة الحرب ومنعكساتها على المنظومة القيمية الأخلاقية والاجتماعية.
وعلى هامش الأمسية وفي حديث لـ”الثورة” أوضح الشاعر المزعل أن عنوان الأمسية “الشِعرُ وَردِيُّ” إنما هو تناص من اسم “السهر وردي”، الذي كان معروفاً بخطابه ولغته الروحية، مشيراً إلى أن الأمسية كانت بمثابة باقة ورد ضمن ورود شتى من مختلف المدن السورية والتي تنشر عبقها في ربوع الوطن ولكن بكلمات خرجت من القلب لتعانق القلوب قبل الوجوه.
تصوير- عماد مصطفى