الثقافة درب الخلاص المجتمعي وهويته

الثورة-ديب علي حسن:
حين نتحدث أو نستخدم مفهوم الثقافة أو المثقف لا يعني هذا بالضرورة ،المفهوم المجرد الذي يحمل الكثير من الدلالات والتشظي فيها ..ويذهب إلى الغوص في البحث عن مهام المثقف وأنواعه وألوانه..
مع أن هذا موجود، لكن الثقافة الآن كمفهوم عام أصبحت أكثر اتساعاً فهي تشمل العادات والسلوك والتقاليد والقيم ونمط الحياة الاجتماعي وبالتالي هوية المجتمع الذي تكون فيه.
هل تسوده ثقافة المحبّة والتعاضد والإلفة هل تسوده قيم الجمال والخير بعيداً عن تسليع كلّ شيء وتحويله إلى مقياس الربح والخسارة كما في الغرب الذي يخوض الحروب لتحويل ثقافات الأمم إلى مجرد تابع خادم لرأسماليته وذلك من خلال العولمة التي تتخذ أشكالاً متعددة ولبوساً لا يمكن حصرها فهي كما يقول عنها المفكر السوري أحمد حيدر :
(فالعولمة شجرة سرطانية تنمو باستمرار وتتفرع وهي تفتك بالقانون الاجتماعي للشعوب من خلال أنظمتها السياسية التي تدمر بنى المجتمع: البنى الثقافية والتربية والقضائية والعسكرية….. فهذه الأنظمة تشبه مرض فقدان المناعة الذي يفتك بالأفراد، فهي ضرب من فقدان المناعة الأخلاقية يفتك بالضمير الفردي عن طريق شعوره بانهيار القانون الاجتماعي ،فالضميرعلى هذا النحو أصبح بلا إطار من مبدأ العدالة الذي يتجلى في شبكة القوانين الاجتماعية ولذلك فهو ينهار ويستسلم للفساد وهكذا يطلق العنان للرغبات والشهوات الفردية التي تفصد شرايين المجتمع وتتركه جثة هامدة.
تقويض المؤسسات
هذا الواقع هوالذي يجعل ( البنى والمؤسسات الاجتماعية تفقد على هذا النحو قدرتها على أداء وظائفها ويفقد المجتمع مقوماته وتتوقف حركته الطبيعية وبدلاً من الأداء الوظيفي الواقعي للمؤسسات يحل الإعلام الزائف محل الإعلام الحقيقي فالإعلام يصبح بديلاً عن الأداء الواقعي ومهمته التمويه وهكذا يلغى مفهوم الحقيقة. المؤسسات تتحول إلى أبنية فخمة تحمل عناوين وقورة ولكنّها فارغة من المضمون تماماً تسمى أحياناً بأعمدة الرياء.)
ولايقف الأمر عند الثقافة وحدها
(فالمؤسسات الاقتصادية تظل فاعلة ولكن باتجاه مصالح الطغمة ومصالح الأفراد الملحقين بها ولكن المؤسسات الثقافية تصبح عاطلة ويهبط مستوى الثقافة الاجتماعية إلى الحدّ الأدنى فالثقافة خارج الرهان الاجتماعي فهي من دون أي مردود اجتماعي-اقتصادي.
الحقيقة :إن خلاص المجتمع يبدأ من الثقافة من المحل الاجتماعي محل إنتاج ثقافة المجتمع وتجديد هويته فهذا المجال أو المكان الاجتماعي هو المجال المختص بإنتاج الثقافة) كما يسميه البعض فهو محل الحوار الذي ينتج النظرية الاجتماعية التي تواجه الأقوال الايديولوجية الزائفة.
المجتمع إنتاج وإعادة إنتاج لذاته
فالمجتمع ذات حية تشعر وتتململ من خلال أفراده. فالفرد هو اللوحة الحساسة التي تعكس الشعور الاجتماعي وهذا ما يعرفه المعنيون فيزورون شخصية الفرد.
والفرد لا يشعر وحسب ولكنه يخرج من الشعور برأي أو رؤية او رؤيا يترجمها بقول يلقى في الساحة الاجتماعية كما يلقى الحجر في البحيرة فتنداح في دوائر هي أمواج التأثير الاجتماعي التي تطلق حواراً اجتماعياً).
من هنا بدأت الحروب الجديدة التي يسمونها الحروب الناعمة أو الغزو الثقافي الذي لم يترك شيئاً إلا ووصل إليه من القراءة إلى الإبداع إلى العلاقات الاجتماعية والقيم وغيرها..
إننا في مواجهة وجودية بالفكر ومن يحتل فكرك لا يمكنك الفكاك منه لأنك سوف تغدو طوع أمره..ولا خلاص إلا بانتصار ثقافة الحياة والجمال والأمل ثقافتنا الأصيلة.

 

آخر الأخبار
دمج الأطفال بأنشطة حسية ولغوية مشتركة تعزز ثقتهم بأنفسهم     إغلاق مصفاة حمص وتحويل الموقع لمستشفيات ومدارس        لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي