بفنونــهِ يحاكــي فلسطينــهُ.. ويعــرّف العالــم بقضيّتــها

الثورة _ هفاف ميهوب:
«لقد مرّوا ولم يجدوك
ولم تتركْ لهم أثراً يدلُّ عليك
سوى نعليك..
فأين ذهبتَ؟!.. هل غادرتَ ظلّك عندها؟
وماذا قلتَ للجيرانِ والأحباب؟.. هل ودّعتهم؟.
هل حاصرتهم، أم حاصروك؟.
لقد بحثوا ولم يجِدوك»!..
هذا ما قاله فنانٌ، منذ النكبة وهو في ترحالٍ جعله لا يدري، أين ستستقرّ به محطات المعاناة والشوق والغربة.. المعاناة التي عاشها مُذ كان طفلاً، أُجبرَ وأسرته على مغادرة وطنه، والشوق الذي رافق الغربة التي عاشها، مُذ بدأت رحلة تهجيره التي انتهت في أميركا التي استقرّ فيها، دون أن يستقرّ عصفَ حنينه لفلسطين وأرضها.
إنه «نواف سليمان».. الفنان الفلسطيني الذي استيقظت بصيرته على واقعٍ، كان محرّضاً وملهماً لموهبته.. الموهبة التي بدأت عام ١٩٦٨، وبعد عامٍ من نزوحه عن وطنه مع عائلته..
كانت «الأردن» أولى المحطّات التي وصل إليها، ومن ثم غادرها، وكانت «الكويت» هي المحطّة الثانية التي بدأ خلال إقامته فيها، بتحويلِ ما يعيشه من ألمٍ وحنينٍ وأمنياتٍ، إلى كلماتٍ يروي من خلالها ما رواه أيضاً، عبر الخطوط والحروف واللوحات..
معرضٌ إثر آخر، وبعناوينٍ اختارها للعديد من المدنِ والأمكنة التي تربطه بها علاقة إعجاب ومحبّة، ولا سيما مدن فلسطين.. بلاده التي جسّد عشقه لها، وخلّدها بفنّ الخطِّ العربي، مثلما بالفنّ التشكيلي والحروفي، وهي فنونٌ عرّف العالم من خلالها، بتاريخِ وقضيّة بلده، مثلما بالاعتداءاتِ اللا إنسانية التي يتعرّض لها، على أيدي الصهاينة المعتدين.
أما عن أدواته، فكانت خاصة به وميّزته، فقد جمع بين أنماط الخط العربي والصيني والياباني، وبين التشكيل بالحروفِ، والتشكيل الذي يجسّد قضايا شعوبٍ، تضامن أبناؤها مع وطنه وقضيّته.
كلّ هذا وغيره من نشاطاته الفنية والإنسانية، دفع العديد من المنظمات والجامعات في العالم، لتكليفهِ بإنشاءِ مشاريعٍ تبيّن جمالية الخطّ العربي، لدى مزجه مع خطوطٍ أخرى، ولاسيما الكتابات الأسيوية..
أخيراً، وبعد دهرٍ من معاناةِ النزوح والغربة والألم، والشوق إلى وطنٍ كم تمنّى عناقه، يقوم بزيارة وطنه وهو يحمل الجنسية الأميركية. كان ذلك عام ٢٠١١، وقد رافقته ابنته ومشاعره، وأسئلة أضيفت إلى ما كان يسأل عنه، ولم يعد مجرّد صورٍ تخيّلتها ذاكرته الطفولية:
«رحلتي الأولى كانت مليئة بالحقائقِ المؤلمة.. لقد وجدتُ إجاباتٍ عن أسئلةِ الطفولة، ولكن ظهرت أسئلة جديدة، خصوصاً من ابنتي التي رافقتني آنذاك، وكان عمرها ستة عشر عاماً»..
كلّ ذلك، جعل إبداعه المعبّر بعمقٍ عن انتمائه لفلسطين وقضيّتها، لا يتوقف عن ابتكارِ فنونٍ متفرّدة في أساليبها وخطوطها ولوحاتها.. اللوحات التي باتت مؤخراً، تستوحي مضمونها مما يحدث في «غزّة» من دمارٍ وتهجيرٍ وإبادات، ومما يرتسم من ملامحٍ على وجوه أبنائها، الأطفال والمسنّين والأمهات.. اللوحات التي تمتزج فيها أيضاً، دموع الحزن والألم والعتب، بنظرات الأمل والتحدّي والخيبة والغضب..
في لوحته الأخيرة «الهروب من الجحيم إلى الجنة»، يصور بالألوان الزيتية، أمّاً فلسطينية ترتدي الكوفية التقليدية، وتحتضن رضيعها الجريح «أو الشهيد». تنظر إليه بابتسامةٍ حارقة، أتقن إظهار تفاصيلها التي تشي، بدقَة وعمقِ وانتماءِ جميع لوحاته، حتى للعيونِ النازفة والمتألمة.
كلّ ذلك، جعل هذا الفنان يحظى بإعجاب بعض نقاد الفن، مثلما بنقدِ البعض الذي لا يعجبه، محتوى أعماله وانحيازه العادل، إلى قضية وطنه وشعبه.

آخر الأخبار
إلغاء ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" في سوريا إثر تصريحات مسيئة محافظ حلب: تعزيز القيم الأخلاقية وتطوير الأداء المؤسسي تعاون بين التعليم العالي وسفير فلسطين لتطوير معهد "فلسطين التقاني" وزير الدفاع يعزي أسر شهداء الجيش العربي السوري ويواسي المصابين اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق بأحداث الساحل تعقد غداً مؤتمراً صحفياً حول نتائج عملها وزير الإعلام: الحكومة تعمل بجهود حثيثة لنزع فتيل التوتر في السويداء الشائعات.. وجه الحروب الآخر وزير المالية يؤكد استمرار صرف رواتب العاملين في السويداء من دون انقطاع وزير التعليم العالي: دعم البحث العلمي أساس البناء والنهضة ليث البلعوس ينفي تهم التأزيم: لسنا طرفاً في مؤامرة ورفضنا تحويل السويداء إلى ورقة ضغط "الفرش البارامتري".. في معرض لطلاب الهندسة المعمارية بحمص بحث توسعة المدينة الصناعية بحسياء على 20 عقاراً أهالٍ من طرطوس: سوريا الجديدة واحدة موحدة من دون تقسيم " الثورة " في جرمانا ... إصرار على ألا تنكسر الحياة الوحدة الوطنية.. خارطة طريق السوريين نحو العبور الآمن الاستثمار في الأوراق المالية.. فرص ومزايا لتوظيف مالي طويل الأجل السويداء بلا خدمات باراك: دمشق نفذت تعهداتها ولم تخطئ في أحداث السويداء "حرب الكلمة".. بين تزوير المعنى وتزييف الحقيقة أسعار جنونية للشقق السكنية رغم الركود الحاد!