ناصر منذر
لليوم الأربعين بعد الثلاثمئة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء غزة، في ظل صمت دولي مطبق، ودعم أميركي لا محدود، مرتكبا مئات المجازر الوحشية، وآخرها قصفه لخيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ما أسفر عن استشهاد أكثر من 40 شخصا وإصابة 60 آخرين، بالإضافة إلى عشرات المفقودين، بينما اختفت عائلات بأكملها نتيجة هذه المجزرة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 32 شهيدا و100 جريح.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 340 على القطاع ارتفع إلى 41020 شهيداً و94925 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام والرمال وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وارتكب الاحتلال فجر اليوم مجزرة بقصفه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس راح ضحيتها أكثر من 40 شهيداً و60 جريحاً وعشرات المفقودين، عقب شن طيران الاحتلال غارة جوية عنيفة استهدفت خيام النازحين في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الدفاع المدني قوله: إنه تم انتشال أكثر من 40 شهيداً و60 جريحاً بعد ثلاث ساعات من عمليات الانتشال لضحايا المجزرة، جلهم أطفال ونساء، بينما لا يزال عدد كبير في عداد المفقودين، مشيراً إلى أن هناك عائلات كاملة اختفت بين الرمال بفعل الصواريخ الارتجاجية.
بدوره، قال مدير عام المكتب الإعلامي في غزة: «إننا أمام واحدة من أبشع المجازر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قصفت خيام النازحين في منطقة المواصي بصواريخ وقنابل ضخمة تسببت بدمار شامل للخيام وحفر بعمق تسعة أمتار في الأرض وحرائق ناجمة عن القصف، ما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية في الوصول إلى الضحايا».
ووفقاً لتقارير صحفية ومحلية، استُخدمت في الهجوم خمسة صواريخ تسببت في دمار شامل للخيام وحفر بعمق تسعة أمتار في الأرض، ما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية في الوصول إلى الضحايا.
وتشهد المنطقة حالة من الفوضى، مع تواجد مكثف لطائرات استطلاع الاحتلال التي تحلق فوق الموقع، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي والحرائق الناجمة عن القصف.
وقال شهود عيان ومسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الطواقم الطبية تواجه تحديات كبيرة في انتشال الجثث والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة. كما أضافوا أن عدداً كبيراً من سيارات الإسعاف نقلت الشهداء والمصابين إلى المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية القريبة، في حين تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين, في الأثناء أكد مدير مستشفى العودة في غزة أن الاحتلال يستهدف المستشفى ويحاصره ويمنع دخول الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية والكثير من أقسام المستشفى مهددة بتوقف العمل خلال 24 ساعة بسبب نفاد الوقود، مشيرا إلى أن مستشفيات الشمال بحاجة إلى إغاثة عاجلة داعيا المنظمات الدولية لتزويدها بالمستلزمات الطبية.
كما أكدت وزارة الصحة في غزة أن المستشفى الإندونيسي سيوقف خدماته بعد 24 ساعة إذا لم يزود بالوقود، مشيرة إلى أن المنظومة الصحية في القطاع تتعرض لحرب ممنهجة وتدمير كبير.
وفي سياق مواز، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الدمار والموت في قطاع غزة، هو أسوأ ما شاهده طيلة ولايته بمنصبه الحالي الذي تولاه عام 2017.