الثورة – ريم عبدو:
واصلت البطلة البارالمبية الإسبانية لويدا زابالا (37 عاماً) نضالها ضد السرطان، حين شاركت في خامس دورة ألعاب بارالمبية لها، رغم أنها لم تكن تعلم قبل يوم من انطلاق المنافسات في باريسما ما إذا كانت ستتمكن من المشاركة، ولكن بالنسبة لها مجرد الوصول إلى باريس كان بمثابة ميدالية، فبعد اكتشاف إصابتها بسرطان مزمن في تشرين الأول الماضي، أصبحت الألعاب ملاذها النفسي.
بدأت زابالا التفكير في باريس منذ اللحظة التي شُخّصت فيها بالسرطان، الذي امتد إلى الدماغ والكبد والكلى، إذ اعتبرت الألعاب هدفاً يمنحها الدافع لمواصلة العيش، وليس مجرد النجاة من المرض، فرفعت شعار: لا أريد الموت، أريد أن أعيش، وجعلت منه شعاراً لحياتها الجديدة.
صرحت زابالا لصحيفة ماركا الإسبانية: الوصول إلى باريس كان مثل حلم مستحيل، بعد تشخيص السرطان واعتبار أن لدي بضع سنوات فقط للعيش، ركزت على هذه الألعاب، وفي النهاية، تمكنت من تحقيق ثلاث محاولات ناجحة، كنت أشك في إمكانية وصولي إلى باريس وكنت خائفة من عدم تحقيق ذلك.
أمسكت زابالا بالعمود في منافسات رفع الأثقال، ورفعت (60) كيلوغراماً في محاولتها الأولى، ومع ذلك، لم تكن الأرقام هي الأهم بالنسبة لها، كانت ابتسامتها ودموعها بعد المحاولة تعبران عن كل شيء، بكت زابالا عندما قُدمت للجمهور خلال المنافسة، وأثناء حديثها مع الإعلام لم تستطع منعها.
في المحاولة الثانية، رفعت (70) كيلوغراماً، وفي المحاولة الثالثة والأخيرة وصلت إلى (75) كيلوغراماً، وهو الرقم الأكبر الذي رفعته منذ بدء علاجها، بدت زابالا متأثرة بشدة بجانب مدربها أوسكار سانشيز الذي قال: أتذكر عندما كانت في المستشفى، كانت مهووسة بفكرة العودة إلى التدريب.
حتى صباح المنافسة، كانت هناك حالة من الشك حول قدرتها على خوض التحدي، فقد كانت تكافح للوصول إلى الوزن المطلوب بسبب علاجات السرطان، كانت تحتفظ بالسوائل في جسدها ووصلت إلى باريس وهي تزيد بضع كيلوغرامات عن وزنها المعتاد، رغم أنها بدأت منذ كانون الثاني في اتباع نظام غذائي صارم.
عندما تمكنت من المشاركة، بكت من الفرح والإرهاق، وقالت: لقد كان ذلك صعباً للغاية، إذ قال الأطباء إنه لا يمكنني المشاركة، فلن أتمكن من فعل شيء بعد كل الجهد الذي بذلناه للوصول إلى (50) كيلوغراماً، كانت ستكون كارثة لو لم أتمكن من المنافسة.