التهويل والمبالغة يزيدان القلق ويتلفان الأعصاب

الثورة- حسين صقر
من منا لم تواجهه مواقف صعبة، ومن منا لم يتعرض لمشكلة تزعجه أو تعكر صفوه؟!، بالتأكيد جميعنا معرضون لذلك، لكن يختلف التعاطي مع تلك المشكلة، أو هذا الموقف حسب شخصية وسلوك وطبيعة الشخص.
من بين هؤلاء يأخذون الأمور ببساطة وتعقل وهدوء، ومنهم من يعالجها بعصبية مطلقة تفتح الأبواب على نقاشات جديدة قد تؤدي إلى مشاجرة وعواقب غير محمودة، ومنهم من يقفون عند حد معين ويخيل إليهم سيناريوهات مختلفة وهمية، ويبدؤون بوضع فرضيات يبنون من خلالها تلالاً من العقد، وفي الحقيقة لم يحصل شيء من هذا أو ذاك.
وفي هذا الإطار يقول علماء النفس: هناك مساحة تتوسط ما بين المثير والاستجابة، و هي العمليات العقلية والمعالجات المعرفية و في تلك المساحة تكمن خبرة الفرد و قدرته على اختيار الاستجابة، و في الاستجابة يكمن نمو وسعادة الفرد.
و وفق هذا الطرح يتوضح معنى الاعتقاد بالمقصود بالأفكار والمعتقدات، حيث هناك مجموعة من وجهات النظر والأفكار التي يتبناها الفرد عن نفسه و عن الآخرين، و الفرد عندما يواجه أي موقف أو حدث فإنه ينظر إليه و يتعامل معه وفق فلسفته العامة، فيشعر بالتهديد أو الطمأنينة، بالحب أو الكراهية، بالقلق أو الهدوء، بالإقبال أو الإحجام ، حسب ما تمليه فلسفته العامة ووجهات نظره وتوقعاته عن الحياة و الآخرة، وهو ما يسمى الأفكار اللاعقلانية، أو كما هو معروف للعامة بالتهويل والمبالغة.
وفي هذا السياق تقول الاختصاصية النفسية ماري سركسيان: هناك علاقة دائمة بين الشعور بالوحدة النفسية، والأفكار اللاعقلانية في الدرجة الكلية، والأفكار الفرعية التالية كاللوم القاسي للذات والآخرين، و توقع الكوارث، التهور الانفعالي، الاعتمادية ، الشعور بالعجز والانزعاج لمشاكل الآخرين الجدية والرسمية.
وأضافت سركسيان، كما يوجد مستوى متوسط من انتشار الأفكار اللاعقلانية، وهو مستوى التأرجح بين العقلانية واللاعقلانية، وكذلك هناك مستوى فوق المتوسط من انتشار الشعور بالوحدة النفسية، ونوهت أن المشكلات التي تواجه الأفراد ما هي إلا مزيجاً من المعاني والأفكار الشخصية التي تؤدي دوراً أساسياً في إحداث الاضطرابات الوجدانية والاجتماعية.
وأوضحت الاختصاصية النفسية أن ما يحدث للفرد من انفعالات، و اضطرابات هو نتيجة للأفكار اللاعقلانية والاستنتاجات الخاطئة غير الواقعية التي يضفيها الفرد على نفسه والآخرين وتصبح جزءاً من بنائه المعرفي، والتي تعيق إنجاز الأهداف المحددة، وتؤدي إلى نتائج سلبية.
كما أشارت إلى وجود ثلاث فئات أساسية من الأفكار اللاعقلانية المرتبطة بالاضطرابات الانفعالية، إذ إن كل فئة منها تؤدي إلى نتائج معينة، و تكون الفئة الأولى عندما يشعر الفرد أَنَّه يجب أن يكون محبوباً من الجميع، وصاحب إنجاز متميز وتام، وتؤدي هذه الفكرة إلى الهلع والقلق والاكتئاب، أما الفئة الثانية تكون عندما يعتقد الفرد بوجوب معاملة الأشخاص المهمين له بلطف ومحبة، وأن يراعوا مشاعره، ولا يعرضوه للإحباط، ومن المتوقع أن تؤدي هذه إلى مشاعر الغضب والعدوان والانطواء والبعد عن الناس ، في حين تكون الفئة الثالثة عندما يعتقد الفرد بأن الأمور يجب أن تسير في الاتجاه الذي يرغبه وإلا فإن الحياة تصبح مستحيلة أو شبه ذلك، وبالتالي فالأفكار اللاعقلانية هي مجموعة الأفكار غير المنطقية التي تتميز بالمبالغة والتهويل في تفسيرها للحدث والتي تعيق الفرد في حياته اليومية وتسبب له اضطراباً نفسياً.
وقالت سركسيان: لنتذكر دائماً أن الحياة لن تصفو لنا في كل مشرب، ولن تحلو لنا في كل موقف وهذه طبيعة الحياة فتقبل ما حدث من أمور سلبية إخفاقات أو أخطاء تقبلاً إيجابياً ولا تضيع جهدك على محاولة تغيير الطباع والحوداث لأنه ضرب من الجنون.

آخر الأخبار
افتتاح أول فرن مدعوم في سراقب لتحسين واقع المعيشة " التنمية الإدارية" تُشكل لجنة لصياغة مشروع الخدمة المدنية خلال 45 يومًا تسويق  72 ألف طن من الأقماح بالغاب خطوط نقل جديدة لتخديم  5  أحياء في مدينة حماة مستجدات الذكاء الاصطناعي والعلاجات بمؤتمر كلية الطب البشري باللاذقية تحضيرات اللجنة العليا للانتخابات في طرطوس الوزير الشيباني يبحث مع رئيسة البعثة الفنلندية العلاقات الثنائية تناقص مياه حمص من 130 إلى 80 ألف م3 باليوم تحضيرات موتكس خريف وشتاء 2025 في غرفة صناعة دمشق وزارة الخزانة الأمريكية تصدر الترخيص 25 الخاص بسوريا .. رفع العقوبات وفرص استثمارية جديدة وتسهيلات ب... مجلس الأمن يمدد ولاية قوة "أوندوف" في الجولان السوري المحتل إعلام أميركي: ترامب يوقع اليوم أمراً تنفيذياً لتخفيف العقوبات على سوريا عودة مستودعات " الديسني" المركزية بريف بانياس تكريم الأوائل من طلبة التعليم الشرعي في التل انعكس على الأسعار.. تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار "الاقتصاد".. منع استيراد السيارات المستعملة لعدم توافق بعضها مع المعايير ١٥ حريقاً اليوم ..و فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لوقف النيران الشيباني يبحث مع وفد من“الهجرة الدولية” دعم النازحين وتعزيز التعاون "السودان، تذكّر" فيلم موسيقي عن الثورة والشعر ٥٢ شركة مشاركة... معرض الأحذية والمنتجات الجلدية ينطلق في حلب