سقى الله أيام الكرة البرازيلية عندما كان يحار المدرب في اختيار اللاعبين المدعوين لصفوف السيليساو، إذ كانت البرازيل تستطيع تشكيل ثلاثة منتخبات كروية، بذات القوة والسوية الفنية العالية التي يحلم بها أي منتخب، لرفع علم بلاه عالياً، فقد كانت بلاد السامبا المُصدّر الأول للمواهب الكروية للعالم، ومَصدر المتعة في كرة القدم.
البرازيل التي شمسها لم تغب عن أي مشاركة في نهائيات كأس العالم، ها هي تعاني أداء ونتائج، بل تمر بأزمة كروية واضحة للعيان، إذ باتت تفتقر للمواهب الكبيرة في أغلب الخطوط، فأين لاعبو الجيل الحالي من الأسماء الكبيرة أمثال بيليه وغارينشا وزاغالو وسقراط وزيكو وروماريو ورونالدو ورونالدينيو وكافو وروبيرتو كارلوس وكاكا…؟! والقائمة تطول وتطول، الدوري البرازيلي أصبح يستقطب لاعبين أوروبيين ممن انتهت صلاحيتهم.. بدل أن يصدر عشرات المواهب الكروية لدول العالم.. بل باتت هذه المواهب تُعد على الأصابع، وهي لا تقارن بالأصل بمن سلف، الموهبة البرازيلية كانت تفوق أي موهبة كروية أوروبية أو غيرها، فكان اللاعب البرازيلي هو من يصنع الفارق أينما حل، وإذا نظرنا اليوم إلى أبرز اللاعبين الكرويين نرى أن الكفة تميل بشكل كبير للاعبين الأوروبيين والغريمة الأرجنتين، وحتى الأفارقة؟!
ما يلفت النظر أنه لا يوجد اليوم على مستوى العالم الكروي أي موهبة برازيلية في خط الوسط.. أو حتى في الأجنحة الدفاعية، فمن يحملون قميص السيليساو في هذه المراكز، لو كتب لهم المشاركة مع منتخب أوروبي، فلن يجدوا مكاناً لهم في تشكيلته الأساسية.
يبدو أن شمس البرازيل قاربت على الغروب بعدما خف بريقها، وجفت منابع مواهبها، وباتت عجوزاً، تستقبل أي لاعب دون المستوى ! البرازيل بلد المتعة في كرة القدم لم تعد كذلك، فأين الجيل الحالي من جيل السبعينيات بقيادة ملك الكرة بيليه؟ أم من جيل الثمانينيات بقيادة زيكو وسقراط وإيدر، أم جيل بداية الألفية الجديدة من الظاهرة رونالدو والساحر رونالدينيو؟!
البرازيل وعشاقها سيعانون، ولايبدو أن حلولاً قادمة لشمس الكرة العالمية إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه.