تقول الحكاية: إن التراث هو الذاكرة التي تحفظ للأبناء تاريخهم وأمجادهم وحضارتهم، وإن التراث أيضًا هو الهوية الوطنية والموروث الثقافي لكل أمة وشعب، لذلك خصص يوم للاحتفال بيوم التراث العالمي للتأكيد على أهمية التراث وقيمته المادية والمعنوية ولتعريف الأجيال المتعاقبة بإرث أجدادهم وأهمية الحفاظ عل الموروث المادي منه واللا مادي لأن في ذلك صون للهوية الثقافية الوطنية وحماية لواحدة من أهم المرتكزات الأساسية للهوية الوطنية.
وفي الحقيقة يسجل للجهات المعنية بالشأن الثقافي والتراثي دورها في تكريس أهمية التراث عبر العديد من الأنشطة والفعاليات التي تقام بين حين وآخر في غير منبر ثقافي، وتسليط الضوء على الكنوز التراثية التي تتميز بالتنوع والتفرد وخصوصًا ما سجل منها على لائحة التراث العالمي وكانت بحق علامات فارقة في تراثنا العريق وليس آخرها القدود الحلبية والعود والوردة الشامية التي تفوح بعطرها في أرجاء المعمورة.
ولكن رغم ذلك فنحن نحتاج إلى المزيد من الاهتمام بتراثنا والتوعية بأهميته، لأننا مستهدفون اليوم بهويتنا الوطنية والقومية، ومن الأهمية بمكان توعية الناس بأهمية هذه الهوية، وهذا يتطلب أن يخصص يوم للتراث السوري يحتفى به في المدارس والجامعات ودور الثقافة ومشاركة المجتمع الأهلي ليكون الاحتفاء جماهيرياً، فالمسؤولية في الحفاظ على التراث تقع على عاتق الجميع كل فرد من موقعه، وربما تقوم الأفلام الوثائقية والرحلات الميدانية لأبنائنا بدورها أيضًا في إظهار غنى تراثنا وتميزه على مساحة جغرافية قطرنا جميعه.
فما يجري على الساحة الدولية من صراعات وحروب يدعونا لنكون أكثر حرصًا على مقدرات بلادنا التراثية لأنها وقبل كل شيء تحمل في طياتها ذاكرة أمة وتاريخ شعب وحضارة عريقة لا يخبو ألقها.