نقترب هذه الأيام من إتمام عام كامل على الحرب الإسرائيلية المتوحشة على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي راح ضحيتها أكثر من 136 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، مع دمار كامل للمدن والمخيمات الفلسطينية.
وفي النتيجة فشل كامل وذريع من جانب الكيان الصهيوني في تحقيق أوهامه فيما أسماه (النصر الكلي على المقاومة)، بالرغم من أن أيام الحرب بلغت في هذا اليوم 46 يوماً بعد الـ 300 دمرت خلالها (إسرائيل) مدناً كاملة وشردت مئات الآلاف بل الملايين من الفلسطينيين، بالتوازي مع حصار شامل براً وبحراً وجواً أدى إلى قطع كل الإمدادات ووسائل الحياة عن الفلسطينيين من ماء وغذاء ودواء وحليب للأطفال، وهو ما يعد جريمة حرب أخرى تضاف إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال كل ساعة في فلسطين المحتلة.
هذا الإجرام والإرهاب الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً جاء مقابل يوم واحد للمقاومة هو يوم السابع من تشرين الأول الماضي، يوم طوفان الأقصى الذي لقنت فيه المقاومة العدو الصهيوني درساً لن ينساه أبداً وستبقى ارتداداته تلاحقه وتقض مضجعه ليلاً نهاراً حتى زوال احتلاله نهائياً من الأرض العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان.
إذاً كفة يوم واحد من أيام المقاومة الذي سطره أبطال المقاومة بوسائلهم البدائية والبسيطة، رجحت وستبقى ترجح على كفة جيش الاحتلال الصهيوني بما يملكه من الأسلحة المتطورة ووسائل القتل والتدمير التي وفرتها له الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية، وذلك لأن المقاومة تملك قوة الحق وقوة الشرعية التي يفتقدها الكيان الصهيوني وداعموه في واشنطن ولندن وباريس وغيرها، ويقف إلى جانبها محور المقاومة وكل أحرار العالم، وستكون أيامها في قادم الأيام هي الحاسمة في الصراع العربي الصهيوني، كما كان طوفان الأقصى العام الماضي حاسماً في مسار القضية الفلسطينية.