تأتي أهمية معارض الكتب أنها تقدم الكثير من الفائدة والغنى الثقافي لجميع الأطياف في المجتمع، فهي واحة ثقافية تضم جواهر الأدب والفن والعلوم، فكيف إذا كانت هذه المعارض مُقامة للطفل الذي يحتاج اليوم لتلك الظاهرة أكثر من أي وقت مضى وخصوصاً في ظل وجود وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أبعدّت العائلة _شئنا أم أبينا_ عن قراءة الكتب ولو بشكل طفيف !!.
في الأمس القريب افتتح المعرض الخامس لكتاب الطفل الذي تنظمه مكتبة الأطفال العمومية باللاذقية، والذي ترافق هذا العام بإطلاق جائزة باسم الفنانة التشكيليّة الراحلة لجينة الأصيل، التي خرجت أجيالاً بُنيت فنياً وتشكيلياً وبصرياً من خلال ما قدّمته من إبداعات خلال مسيرة حياتها.
وتميز المعرض بمجموعة متميزة من الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية التفاعلية، وبالمشاركة الواسعة لدور النشر المحلية والعربية التي عرضت إصداراتها بحسومات وصلت إلى خمسين بالمئة، كما ضم المعرض أكثر من سبعة آلاف عنوان هدفه الأساسي تقديم الكتاب للطفل بأجود وأجمل صورة ممكنة، من خلال جمع المختصين بأدب الطفل بدءاً من المؤلف والرسام وصولاً إلى المسوق والدور المتخصصة بنشر الكتاب.
اللافت في المعرض إقبال العائلات ورغبتهم بالاطلاع واقتناء الكتب، الأمر الذي يعزز القدرات الإدراكية والمهارات المعرفية واللغوية والفكرية للطفل والتي لا غنى عنها في تشكيل عقولهم من خلال تعزيز ثقافة القراءة.
لاشك أن هذه المعارض هي قفزة نوعية في مجال الاهتمام بالثقافة والإبداع بشكل عام، وهي فرصة للقاء وتبادل الأفكار بين المثقفين والمفكرين والكُتاب، والأهم هو دورها الكبير في تلبية رغبات القراء وتشجيعهم على الاطلاع واكتساب مزيد من الثقافة … وهذا ما نريده ونؤكد عليه حقاً.