أيام قليلة وتعلن ولادة الحكومة الجديدة التي باتت الحديث اليومي للشارع السوري، فالتكهنات والنقاشات حول ملامحها وفريقها الاقتصادي بالدرجة الأولى هو الأكثر تداولاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والدقيقة.
حكومة مختلفة يريدها السواد الأعظم من الشعب السوري على الأقل لتغيير المزاج العام مع كثرة الأزمات المعيشية والخدمية التي زادت في الأيام الأخيرة من عمر الحكومة الحالية.
والأكثر من ذلك ما يريده المواطن السوري أن تكون حكومة أفعال لا أقوال، بمعنى أن يتم لا تكرار البيان الحكومي الذي اعتدنا على سماعه مع كل تشكيلة جديدة بدون قياس ومشاركة المواطن في بيانها الحكومي وليكن ذلك عبر طرحه للاستفتاء لتحديد الأولويات التي يحتاجها مواطننا المثقل بالهموم والأزمات المعيشية جراء الظروف الاقتصادية الصعبة.
ولأن الناس هم الهدف الأساسي والأسمى فإن أي حكومة يجب أن تضع في سلم أولوياتها تحسين الوضع المعيشي وإيجاد حلول غير اعتيادية للخروج من أي أزمة مهما كانت، إضافة إلى بعث الاطمئنان والثقة لديهم، أي خلق حالة الرضا لردم الهوة بينه وبين الحكومة.
ندرك جميعاً أن هناك الكثير من الصعوبات أمام أي حكومة مهما كانت جراء العقوبات الاقتصادية التي تحد من مرونة الاقتصاد، والأمر لا يتعلق بتغيير الأشخاص بقدر ما هو متعلق بتغيير العقليات لإدارة النقص الحاصل وابتكار الحلول وهذا هو التحدي والخيار الوحيد أمام الحكومة الجديدة.
مهمة صعبة.. لكن ليست مستحيلة وكل ما نحتاجه حكومة عمل وثقة تضع خطة لكسب ثقة المواطن وفتح صفحة جديدة معه تقنعه على الأقل ببرامجها وقدرتها على التعاطي مع الظروف الاقتصادية الراهنة بالتعاون معه كشريك أساسي في أي قرار يتم اتخاذه وألا تقع في تكرار التجارب…