الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
لماذا يغيب دور المفكرين في الأزمات…؟
ويبرز التحليل السياسي والبعد الاقتصادي وحتى الاجتماعي…؟
وهل يمكن أن يتولى المثقف دوره في الأزمات والثقافة والمثقفون يعيشون في أزمات …؟
لا يمكن تحييد الفكر في الأزمات، حتى لو كانت الثقافة غارقة هي الأخرى في مشاكلها نتيجة تغيرات عولمية وتكنولوجية ترسخت على مدار سنوات كثيرة مما أفرزت قنوات وشخصيات هشة بعيدة عن الفلسفة والفكر تتواجد بقوة في عالمنا المعاصر.
وحتى لو كان المثقف يعاني هو الآخر من التضييق وتخريب الذائقة عدا عن الأوضاع الاقتصادية وقلة الموارد التي يعاني منها المشتغلون في الفكر والثقافة، ولكن بطبيعة الحال لا يمكن إبعاد الوقائع السياسية والاجتماعية عن الحال الثقافية رغم معاناتها وتعقيداتها.
إن مسؤولية المفكر نحتاجها في مثل هذه الأوقات حيث الرؤية تكون للمشهد بأكمله دون توصيفات جزئية تنطلق من رؤى شخصية منفعلة توصف الأزمات دون أن تتمكن من إيجاد مقترح لحلها.
بينما الثقافة ومثقفوها يفترض أنهم يبتعدون عن الانفعالات الجارفة وأن يترجموا الوقائع بحكمة ومنطقية ورغم أن القرار لا يكون بيد المثقف لكن حين يتكامل النقاش وتتواجد إرادة الحل من قبل المعنيين حينها يكون للرؤى الفكرية بعدها الواقعي الهام.
لا شك أن تحديد الأزمات ومن ثم الانطلاق نحو الخلاص منها، يحتاج إلى الصورة الكاملة وإلى أفكار مغايرة لأنها إن لم تكن مختلفة فقد لا تتمكن من الحل، خاصة حين تكون الأزمات مستعصية.
نحتاج إلى مثقفين يمتلكون إمكانية انتاج أفكار مؤثرة من خلال فهمهم للأزمات والتفكير بعمق لتقديم اقتراحات تمكن من الحل أو على الأقل المساهمة به إلى جانب جهات معنية عديدة.
العدد 1206 –24-9 -2024