الثورة – ترجمة غادة سلامة:
تجاوزت “إسرائيل” من خلال القتل والتشويه كل القوانين والأعراف الدولية في حروبها التي لا تنتهي.
وكما رأينا، فإنها تستخدم ترسانتها من الأسلحة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والتي يتم توريدها من قبل الولايات المتحدة، لتحقيق أكبر تأثير مدمر، وإزهاق لأرواح البشر على مدار الساعة.
حيث تقوم بهدم المباني السكنية المدنية، إلى جانب المستشفيات والمساجد والشركات والجامعات والمدارس ومخيمات اللاجئين. والموت و الإصابات الخطيرة هي العواقب التي ستلحق بكل من تستهدفهم آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة، والتي تستهدف الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمسنين والمرضى والأطباء وعمال الإغاثة والصحافيين دون عقاب.
الحقيقة هي أن الجماعات شبه العسكرية الصهيونية، مثل الهاغاناه والأرغون، استخدمت أبشع الأساليب الإرهابية الممكنة لإنشاء “إسرائيل” في عام 1948، وهي في حالة حرب منذ ذلك الحين. وقد جمعت “إسرائيل” أشد الأسلحة تدميراً التي عرفتها البشرية، بما في ذلك الأسلحة النووية، ومن الواضح أنها لا تنوي إنهاء القتال.
ولنتأمل هنا كيف لم ينطق نتنياهو ولو بكلمة واحدة من الندم في الأمم المتحدة على مقتل أكثر من خمسين ألف مدني في غزة وحدها، ناهيك عن عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين بعاهات دائمة، وملايين المشردين الذين أصبحوا في العراء دون مأوى.
في حين تعمل آلة الحرب الإسرائيلية على محوهم، إلى جانب أراضيهم ومنازلهم. وفي الوقت نفسه، لا يثير هذا العنف الإسرائيلي وهذه الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ولو مرة واحدة أي تعاطف من قبل الدول الغربية مع هذا الشعب المنكوب، وإدانة حروب “إسرائيل” التي لا تنتهي، والنتيجة هي ملايين الفلسطينيين المحرومين من ممتلكاتهم.
وأولئك الذين يعيشون في الأراضي المحتلة محرومون من كل شي ومن كافة حقوقهم، وهم يتعرضون للاضطهاد إلى حد القتل أو السجن دون محاكمة، قبل أن تُحوَّل منازلهم إلى غبار. إنهم يواجهون كياناً إسرائيلياً إجرامياً ولا يعرف الرحمة يمعن في القتل والتدمير وسفك الدماء.
في الوقت نفسه، مازالت الدول الغربية تدعم “إسرائيل”، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث يتم تجاهل أحكام المحكمة الجنائية الدولية بشأن مجرم الحرب الإسرائيلية نتنياهو وعصاباته والسخرية منها، حيث يسمح للكيان الصهيوني بالمرور على جميع أساسيات القانون الدولي والإنساني.
المصدر :ميدل ايست منتيور