فردوس دياب
«تعزيز قدرات مربيات رياض الأطفال للعمل مع طفل الروضة».. شكل عنوان الدورة التدريبية التي أقامها المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة ضمن مشروع «استعدوا للالتحاق بالمدرسة»، بهدف تمكين مربيات الأطفال من أداء مهامهن التربوية في العمل مع الأطفال، استناداً إلى مبادئ علم نفس النمو والنهج الشمولي التكاملي.
للحديث عن أهداف الدورة، التقت «الثورة» مدير المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة سهى بسيسيني التي أوضحت أن الدورات التدريبية لمربيات مشروع «استعدوا للالتحاق بالمدرسة»، تأتي ضمن خطة المركز للعام 2024 بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، بهدف تمكينهن من مهارات العمل مع الأطفال، وبما يساعدهن على تحقيق الأهداف التربوية التي تنطلق من مبادئ علم نفس النمو ومبادئ النهج الشمولي التكاملي، والتطبيق العملي مع الأطفال لتنمية مهاراتهم وقدراتهم واستعداداتهم لهذه المرحلة المهمة، وجرى رصد احتياجات المربيات ممن لم يسبق لهن الالتحاق بأي برنامج تدريبي.
وأضافت أن النهج الشمولي التكاملي الذي يتم التدريب عليه من قبل الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة بالمحافظات هو الذي ينظر للطفل ككيان متكامل لا ينفصل فيه العقل عن الجسد عن الجانب الوجداني والاجتماعي، ويتم لحظ جوانب النمو كافة منها اللغوية والرياضية والحركية والانفعالية.
احتياجات نمائية
بدورها بينت المدربة في المركز الإقليمي- عضو الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة هدى كماشة أن الدورة تناولت عدَّة قضايا ومواضيع هامة بغية اكتساب مهارات العمل مع طفل الروضة وفق محاور أساسية منها «الاحتياجات النمائية لطفل الروضة، والتي عرفتها بأنها الأشياء الضرورية للنمو والتطور السليم والتي بفقدها تتشكل أرضية خصبة لظهور مشكلات وتعثرات في نمو الطفل وتطوره وهي مادية ومعنوية وضرورية لجميع الأطفال من دون تمييز.
وذكرت أن الحاجات الأساسية للطفل تتدرج بشكل هرمي وفق نظرية «ماسلو» الدافعية التي تشي إلى أن الحاجة الأساسية للطفل يجب أن تُشبع قبل الانتقال إلى الحاجة التي تليها وتشمل هذه الحاجات، الحاجات الفسيولوجية والحاجة للأمن والسلامة وللانتماء والحب، وللاحترام والتقدير، ولتحقيق الذات.
احترام إيقاع الطفل
وبالنسبة للخصائص النمائية، أشارت المدربة في المركز الإقليمي إلى أن كثيراً من سلوكيات الأطفال التي يراها الكبار سلوكاً غير مرغوب فيه أو اضطراباً هي في الحقيقة جزء من طبيعة المرحلة وخصائصها النمائية، ككثرة الفضول والأسئلة، والعفوية والاندفاعية والتلقائية في التصرف، والتمركز حول الذات، وقوة الخيال والإحيائية.
وأكدت أنه لا بد من احترام الإيقاع النمائي للطفل وألا نستعجله بما لا يتفق مع خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها و»تربيته انطلاقاً مما يقدر عليه وليس مما لا يقدر عليه»، فالأطفال يتمتعون بقدرة فطرية مذهلة على اللعب وأنهم يتوصلون من خلاله إلى النمو المتكامل الذي نريده لهم، «فخصائصهم النمائية بوصلتنا لفهم سلوك أطفالنا وتوجيهه».
بيئة الروضة
«بيئة الروضة بشقيها المادي والبشري»، كان محوراً هاماً من محاور الدورة في ثالث أيامها، وقد أكدت فيه كل من الدكتورة إيمان نصور وهيفاء محمود المدربتان في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة على أهميته، لجهة البيئة المادية بما تشمله من أثاث وسائل تعليمية تمثل المعلم الثالث للطفل، ولجهة مربية الروضة وهي المعلم الثاني للطفل بعد أبويه ويقع على عاتقها الدور الأكبر في تنظيم البيئة المادية وتذليل التحديات والصعوبات لتحقيق أهداف التعلم.
كما كان موضوع اليوم الرابع من الدورة مهماً، تناول «المهارات اللغوية وكيفية تنميتها، انطلاقاً من أن مرحلة الطفولة المبكرة هي فترة حساسة لتعلم اللغة يكون فيها الطفل في أوج استعداده لتعلم اللغة، وينمو قاموس الطفل اللغوي ليقارب في نهاية هذه المرحلة القاموس اللغوي للبالغين، ويتم تنمية مهاراته اللغوية من خلال الحوار وقراءة القصص بطريقة تفاعلية مع الطفل وغيرها، كما أن طريقة تقديم الحرف للطفل بطريقة مناسبة مع عمره تلعب دوراً كبيراً في تنمية مهاراته، لأن تعلم الطفل في هذه المرحلة حسي ( قصة الحرف تشكيل الحرف بالمعجون كتابته بالرمل ثم كتابته بالطريقة الصحيحة).
المنطق الرياضي
وبينت محمود أن اليوم الخامس، تناول مهارات المنطق الرياضي (التصنيف، الترتيب، التسلسل، المقارنة، تشكيل نمط، المجسمات، الأشكال الهندسية، مهارات الجمع والطرح)، والتي تعد حجر الأساس لمهارات التفكير وحل المشكلات واتخاذ القرار، وتم استخدام أساليب التعلم النشط وعمل المجموعات لتحويل المعارف النظرية إلى خبرات عملية تساعد المربية في تخطيط أنشطتها وتنفيذها في الروضة، إضافة إلى بعض المهام البيتية لتعزيز مهاراتهم.
يذكر أن مشروع «استعدوا للالتحاق بالمدرسة»، انطلق عام ٢٠١٨م، ويستهدف 390 مربية، بغية رفع الوعي المجتمعي بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة وضرورة التحاق الأطفال بسنة ما قبل المدرسة لتنمية استعدادهم وتهيئتهم للصف الأول من مرحلة التعليم الأساسي وتمكين مربيات المشروع للعمل مع الأطفال من خلال برامج تدريبية علمية وممنهجة، وتبادل الخبرات مع المنظّمات والمؤسّسات الشريكة التي تعمل في المجال ذاته، وتوفير بيئة داعمة وآمنة وحافزة في الغرف الصفّية لرياض الأطفال، وتنمية مهارات الأطفال الشاملة.