نعيمة الإبراهيم
على مدار العقود الماضية لم يتوان الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف الأطفال بشكل ممنهج، واعتبرهم هدفاً رئيسياً، لعملياته الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني، دون أدنى مراعاة لأي اتفاقيات تضمن للأطفال حقوقهم، حيث لم يزل الأطفال الأسرى في معتقلات الاحتلال يقاومون بأعمارهم الصغيرة وبأجسادهم النحيلة عملية اغتيال طفولتهم من قبل الاحتلال.
إذ تمارس قوات الاحتلال بحقهم شتى أنواع التنكيل والتعذيب الوحشي، حيث تشير الإحصاءات والشهادات الموثّقة للأسرى الأطفال، إلى أنّ غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التّعذيب الجسدي والنّفسيّ، عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين والأعراف الدولية، والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطّفل.
وفي هذا السياق قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين «إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تصعد من وتيرة عمليات الاعتقال بين صفوف الأطفال، فيما تواصل إدارة سجونها فرض إجراءات تنكيلية بحقهم، وفقاً لزيارة أجراها محامي الهيئة للأشبال مؤخراً «.
وأضافت الهيئة في بيان نقلته وكالة وفا أن إجراءات الاحتلال بحق الأسرى الأطفال لا تقل بمستواها عن الإجراءات الانتقامية التي فرضتها بحقّ الأسرى البالغين منذ 7 تشرين الأول 2023.
وأكدت أنّهم محتجزون في زنازين مجردة من أي شيء، ومعزولون بشكلٍ مضاعف، ومحرومون من زيارة عائلاتهم، وذلك في ضوء استمرار حرمان آلاف الأسرى من زيارة العائلة، كذلك يواجهون سياسة التّجويع التي تنفّذها إدارة السجن بحقهم فالطعام المقدم لهم سيئ كماً ونوعاً.
وجدّدت الهيئة مطالبتها للمؤسسات الحقوقية الدولية بتحمّل مسؤولياتها تجاه ما يجري بحقّ الأسرى، ومنهم الأطفال الذين يتعرضون لكل أشكال الانتهاكات والجرائم المروعة.
يذكر أنّ عدد الأسرى الأطفال في معتقلات الاحتلال تجاوز 250 طفلاً، وهم محتجزون في معتقلي «مجدو» و»عوفر».