الثورة – حمص- سهيلة إسماعيل:
يبدو أن مشكلة النقل في محافظة حمص (مدينة وريفاً) ستبقى دون حل على المدى القريب، ويعود ذلك لعدة أسباب: منها النقص في وسائل النقل خلال سنوات الحرب، والنقص في كمية المحروقات المخصصة للمحافظة ما انعكس سلباً على واقع النقل وجعل الأزمة تتفاقم إلى درجة أن بعض مديري المؤسسات والدوائر الحكومية خففوا دوام الموظفين لديهم بسبب معاناتهم الجسدية والمادية بالمجيء إلى دوامهم يومياً، لكن ماذا سيفعل طلاب الجامعة والمعاهد الملتزمون بالدوام؟ وهل فكرت الجهات المعنية بموضوع النقل في حمص بإيجاد حل لأزمة ليست جديدة أو طارئة، والأمر ذاته في أحياء المدينة حيث يعاني السكان من صعوبة الوصول إلى مركز المدينة؟.
وإذا أراد المعنيون في المحافظة التأكد من هذا الكلام ما عليهم إلا مراقبة مواقف الباصات والسرافيس ليشاهدوا الازدحام الشديد عليها.
ننتظر ساعات
وفي ريف المحافظة أكدت السيدة ن.أ من قرية الشنية في ريف حمص الغربي وتبعد ٤٠كم عن مركز المدينة أنها منذ يومين خرجت من منزلها في الساعة السادسة والنصف صباحاً وبقيت حتى التاسعة دون أن تتمكن من الحصول على مقعد في سرفيس لتأتي إلى المدينة فعادت وأجلت عملها إلى وقت آخر.
محمد طالب في جامعة البعث: إذا لم أحصل على سكن في المدينة الجامعية فلن أتمكن من الدوام في الجامعة بسبب قلة السرافيس وأزمة النقل.
وقالت هدى وهي موظفة في المدينة وتقطن في الريف الغربي: كنت أضطر للخروج منذ الصباح الباكر لأتمكن من الالتحاق بدوامي وعانيت كثيراً من موضوع النقل، فاتفقت أنا ومجموعة من الموظفين على التعاقد مع أحد سائقي سيارات التكسي، وهذا الأمر مكلف جداً لكنه الحل الوحيد المتوفر حالياً أمامي.
وقال شادي وهو من قرية القناقية: أذهب إلى دوامي في المصالح العقارية في باص بلدة القبو الذي يمر من قريتنا وأعود فيه وبسبب الازدحام الكبير أبقى واقفاً طوال الطريق وصرت أتعب كثيراً لكن ليس لدي حل آخر.
حلول جزئية
نتيجة لوضع النقل السيئ ومعاناة المواطنين اقترح أصحاب بعض السرافيس وبالاتفاق مع المعنيين بالمحافظة تسيير رحلات مسائية إلى قرى الريف الغربي “فاحل- القبو- الشنية- رباح- وغيرها من القرى الأخرى” كرحلتين أو ثلاث رحلات مسائية على كل خط، لكن هذا الحل ليس حلاً جذرياً ولا يستفيد منه الطلاب والموظفون، كما أن باصات النقل التي تعاقد معها رؤساء الوحدات الإدارية في الريف لم تكن حلاً ناجعاً للأزمة مع أنها تساهم بالحد منها في بعض الأحيان.
نعمل بنصف طاقتنا
وفي اتصال هاتفي لـ”الثورة” مع عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن قطاع النقل في المحافظة بشار عبد الله وعند سؤاله عن أسباب أزمة النقل قال: بالنسبة إلى المناطق الريفية نعرف أن هناك أزمة، لكن المطلوب من رؤساء الوحدات الإدارية أن يخبرونا عند تفاقمها لنعمل معهم على إيجاد حل وإرسال باص لنقل الركاب، وما تم ذكره عن أزمة قرية الشنية فلم يخبرنا أحد بها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإننا نعمل بنصف طاقتنا في المدينة والريف أي أننا نعاني من قلة عدد السرافيس على خطوط المدينة والريف ومن قلة كمية المحروقات المخصصة للمحافظة ما انعكس سلباً على قطاع النقل، والجميع يعرف أن ٢٠ ليتراً من المازوت لا تكفي سوى لسبع أو ثماني رحلات على الخطوط الداخلية والنقص الحاصل ضمن المدينة لا يقتصر على حي واحد وإنما هناك عدة أحياء تعاني من الموضوع مثل حي عكرمة – ضاحية الوليد وجب الجندلي ودير بعلبة الشمالي وخط المهاجرين – الكراج الشمالي.